15 سبتمبر 2025

تسجيل

الكرامة التي يستحقها الشعب الليبي

22 مايو 2014

تتزايد الاضطرابات في ليبيا الشقيقة إلى الدرجة التي تبعث على القلق من حدوث الانقسامات السياسية والأوضاع الأمنية التي تمر بها والتي تهدد بتقويض عملية الانتقال إلى الديمقراطية التي تلبي تطلعات الشعب. وبقدر ما نناشد الاطراف المعنية بالازمة في الشقيقة ليبيا بضبط النفس نحذر من الانجرار وراء دعوات تلوح بالانقضاض على مؤسسات الدولة وتقويض ما اتخذه الشعب من خطوات من اجل بناء الوطن الذي ظل يعاني من التهميش في ظل حكم القذافي وبقي فترات تتقاذفه الامواج بعد سقوطه حتى استطاع الليبيون التوافق على مرحلة انتقالية تقود إلى بناء دولة حديثة وفاعلة، ومن ثم استكمال عملية الانتقال الديمقراطي.على أن الكرامة الحقيقية للشعب الليبي لايمكن ان تتحقق بالانقضاض على مقدرات الشعب ولا على اختياراته ولا على ما افرزته عملية الانتخابات الاخيرة التي ارتضى نتيجتها الليبيون وممثلو الشعب، ولا بسقوط هذا الكم من القتلى والجرحى لكنها في الاحتكام إلى الشعب واحترام خياراته والجلوس إلى حوار هادئ من اجل بناء دولة على اسس من الشراكة، وهو الهدف الذي لا يمكن ان يتحقق مع تباين المواقف تجاه ماتقوم به قيادات عسكرية بدعوى استعادة هيبة الدولة والمصادمات التي تشهدها شوارع ليبيا.لقد بات من المطلوب من كافة الاطراف وهم كلهم اشقاء تغليب لغة الحوار وتجنب لغة السلاح في ظل وجود اكثر من 25 مليون قطعة سلاح في يد الشعب مايؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ولا تعني إلا مزيدا من القتلى بين صفوف الشعب الشقيق.إن ليبيا الشقيقة في هذه المرحلة تحتاج إلى الوفاق والحوار الوطني الشامل بمشاركة الجميع من اجل تحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار والازدهار بعيدا عن وصم كل طرف للآخر بأوصاف فضفاضة لا تخدم إلا اعداء الشعب الليبي الذي يتوق إلى الحرية والعيش الكريم.