10 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما لا تصدق النوايا

22 أبريل 2024

خيراً فعلت دولة قطر عندما وضعت النقاط على الحروف بتصريح معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. فبرغم الجهود الجبارة التي بذلتها دولة قطر في هذا النزاع غير المتكافئ من جميع النواحي والذي يتم بمساندة دول عظمى ضد شعب أعزل تمارس عليه كل أنواع الجرائم منقطعة النظير والتي لا يُمارس مثلها حتى على الحيوانات الضالة أكرمكم الله فلم يمارس عليها مثل هذه الأفعال التي يندى لها الجبين البشري؟! فهم تُرِكوا لوحدهم لكي تتفرد بهم إسرائيل لإبادتهم عن بكرة أبيهم ولكي لا تقوم لهم قائمة بعد اليوم وتُطوى صفحة القضية الفلسطينية إلى أبد الآبدين؟؟ فلا يُخفى على أحد بأن قطر لا تأتمر بأمر أحد ولا أحد يستطيع أن يجبرها على أن تمارس دورا ضاغطا على أحد ما لم يكن هو يرغب بذلك؟؟ وهي لا تتدخل في شؤون أحد وإنما تتوسط وتُقرب وجهات النظر المتباعدة بقدر المستطاع لتحقيق انفراج يخدم أهل غزة بوقف المجازر والقتل غير المبرر والذي فاق الحدود في النزاعات التي عرفناها ضدهم؟؟ وتحقيق اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والمسجونين الفلسطينيين هذه كل الحكاية أهداف سامية وهي لا تطمع بكسب ود أحد ولا من أجل الحصول على مكاسب سياسية ولا مساعدات مالية من أحد ولا تبيع مواقفها من أجلها؟؟ فالطرف الإسرائيلي يعتمد سياسة المراوغة والمخادعة في هذه المباحثات ويريد تنازلات من دون أن يقدم أي شيء يُذكر ومن ضمن ذلك مثلاً وقف اطلاق النار لكي تقف هذه المجازر الملعونة؟؟ كما أن فوق الذي ساهمت به قطر في اطلاق الأسرى الإسرائيليين لم تجد مقابل ذلك إلا اطلاق الاتهامات الكاذبة بحقها بدلا من الشكر ولولا أن قطر محبة للسلام كعادتها ودورها الثابت في الوقوف مع المظلومين من أهلنا في فلسطين الذين وقف الجميع ضدهم لسحبت يدها الخيرة من هذه المساعي النبيلة والحميدة فلا أحد يُزايد عليها في هذا المجال؟؟ كما أن الدور الأمريكي والغربي المنحاز بصورة مطلقة لإسرائيل لا يساعد في نجاح المفاوضات فهم عندما يأتون إلى قطر يقولون كلاما وعندما يذهبون إلى إسرائيل يقولون كلاما لربما مغايرا جملة وتفصيلا يفقد المصداقية المطلوبة في المفاوضات؟!