14 سبتمبر 2025
تسجيلبردت قهوتي وأنا أشرح لابني على منصة التعلم الجديدة بعد أن قطعنا شوطاً كبيراً في تعلم المنصة السابقة. بردت قهوتي وأنا أناقش موظف المستشفى عن سبب منعي من رؤية طبيب الأسنان لعلاج ألم سني فقال مواعيد طبيب الأسنان "عن بعد" فقط. بردت قهوتي وأنا أتنقل بين المحلات للعثور على ملابس ملائمة لبناتي الأربع مع كافة مستلزماتها بأسعار واقعية وليست بمبالغ خرافية تكاد تكون ضرباً من الخيال. بردت قهوتي وأنا أطلب من مسؤولي مبرراً عن تقييمي بدرجة أقل من موظفة ما، لم تعمل أبداً عكس عملي المتواصل 24/7 طوال السنة، بحجة "يكفي تعرفين إنك تستحقين أكثر!!" بردت قهوتي وأنا أواسي ابنتي بسبب التنمر الذي تعانيه، لأن صديقتي أخبرتني بأن والدة المتنمرة ستقوم بتدريس ابنتي الأخرى، وبالتالي ستتنمر عليها إن اشتكيت على ابنتها. بردت قهوتي وأنا أشكر موظفة المواعيد على سرعة مواعيدهم، حيث إن أقرب موعد مستشفى بعد 9 أشهر من تاريخه. بردت قهوتي وأنا أقلب في الأوراق بحثاً عن بديل لخادمتي التي سافرت لأنني طلبت منها أن تساعد طفلي الذي في الروضة، وابني في الأول ابتدائي لحضور بثهما المباشر كوني ووالدهما في العمل صباحاً. بردت قهوتي وأنا أحدق في قيمة المبلغ الذي يجب أن أدفعه على القرض الضئيل الذي تقدمتُ به لأتمكن من دفع رسوم استحضار خادمة جديدة وسائق، لأن مبلغهما يوازي راتب شهر كامل. بردت قهوتي وأنا اشرح لموظف سبب تعذر تعديل وضعه لعدم وجود وفر مالي، بينما تم صرف مكافأة تشجيعية لموظفة تم إنهاء خدماتها بعد تعيينها بشهرين لسوئها، لكنها أعيدت إلى عملها، لأن قريبها الذي يعمل في مكتب سعادته توسط لها، دون علم سعادته طبعاً. بردت قهوتي وأنا أتشاجر مع موظفة الاستقبال عن سبب دخول مريضة قبلي مع العلم بأنني جئت الى المستشفى قبل فتح أبوابها بساعة، بينما جاءت هي بعد فتحها بساعتين!! بردت قهوتي وأنا أستمع لتذمر الموظفين المتواصل، فلقد كنت الوحيدة التي تفقه في الدورات لديهم، ومع ذلك تم إحالتها لغيري عندما كنت أعمل عليها في إجازة الوضع ودون إخطار، لكن البديلة للأسف "ما تداوم". بردت قهوتي وأنا أقف في الشمس لأقابل سعادته، بعد أن قام مدير مكتبه بطردي من الاجتماع الذي استدعاني إليه بنفسه، فقط لأنني ذكرته بأن كلامه يخالف تعليمات سعادته الكتابية، فقام بالتصدي لكل محاولاتي للوصول إلى سيادته سعياً وراء استعادة حقي المسلوب. بردت قهوتي وأنا أنتظر موظفة استقبال المستشفى لتلبي طلبي عندما تنتهي من أحاديثها مع زميلتها عن العشاء الذي تنوي إعداده، لأنني عندما قلت لها: لوسمحتِ.. رمقتني بنظرة عدائية جانبية قبل أن تتابع حديثها "الأهم من صحتي" وكأنها لم ترَني واقفة. بردت قهوتي وعيناي تتأملان التعميم الذي قام به صاحب قرار، فأزال المدير الفعال ليضع مكانه آخر عديم الخبرة في مؤسسة بهذا الحجم لمجرد أن قريبه من طرف.... بردت قهوتي وأنا أتفكر في أول قرار أصدره صاحب منصب مرموق بعد توليه لهذا المنصب، حيث جعل من فلان مديراً لإدارة بعد أن كان مجرد موظف غير ملتزم، لا لشيء، ولكن!!! لكفاءته المعهودة في إحضار ساندويتشات الفول والفلافل له قبل أن ترقيه إلى المنصب "المرموق"! بردت قهوتي... فبردت القهوة!