إرادة السلام في أفغانستان

الإعلان المشترك من قطر وجمهورية تركيا، والأمم المتحدة، عن تأجيل مؤتمر إسطنبول للسلام في أفغانستان، الذي كان مقررا له الانعقاد خلال الفترة من 24 ابريل إلى 4 مايو 2021، بمشاركة ممثلين عن جمهورية أفغانستان الإسلامية وطالبان، إلى موعد لاحق، جاء بعد مشاورات مكثفة مع الأطراف ذات الصلة، ولتهيئة الظروف بما يجعلها أكثر ملاءمة لتحقيق تقدم ملموس على صعيد تحقيق السلام الشامل الذي يلبي تطلعات الشعب الأفغاني. لقد أكدت قطر وتركيا والأمم المتحدة أنها لن تألو جهدا في سبيل انجاح جهود تحقيق السلام في افغانستان، وانها ستعمل بكل عزم وجدية من أجل إنجاز هذا الهدف الذي يصب في مصلحة الشعب الأفغاني أولا، وفي مصلحة الاستقرار في المنطقة ثانيا، وبما ينعكس على تحقيق الأمن والسلم الدوليين ثالثا. لقد كان هدف دولة قطر منذ أن بدأت استضافة المحادثات بين حركة طالبان والولايات المتحدة، التي انتهت بالتوقيع على اتفاق سلام أنهى أطول حرب أمريكية في العالم، هو التمهيد لإحلال السلام الشامل في أفغانستان، وهو الأمر الذي بات ممكنا بفضل رعايتها للاتفاق التاريخي بين واشنطن وطالبان، حيث واصلت قطر وساطتها لتجمع بين الاطراف الأفغانية على طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى حل مستدام يضع حدا لحروب استمرت لمدة 40 عاما في افغانستان. كانت قطر تدرك منذ البداية أن الطريق نحو عملية احلال السلام الشامل والمستدام في افغانستان، سيكون شاقا وصعبا للغاية نظرا للتعقيدات الشديدة والتحديات الكثيرة داخليا وخارجيا، لذا كان نهجها يقوم على التعاون المتعدد الأطراف، والتواصل مع كل شركائها الدوليين، بما يقود إلى تذليل كافة العقبات التي تعترض سير عملية السلام. ومع كل هذه الجهود المشتركة، والتعاون متعدد الأطراف، بين الشركاء الذين يعملون من أجل حل يلبي تطلعات الشعب الأفغاني في السلام والاستقرار، إلا أن ذلك يحتاج الى إرادة سياسية من كل الأطراف الأفغانية للعمل معا من أجل تحقيق آمال الشعب الأفغاني.