22 سبتمبر 2025

تسجيل

صراع النفط في زمن الكورونا

22 أبريل 2020

لقد ظل العالم على مدار عشرات السنين، إلاّ نادرا، يعمل على تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، بما يحقق ويحافظ على مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء، لكن ما حدث خلال اليومين الماضيين من انهيار غير مسبوق لأسعار النفط ربما يستدعي التوقف عنده ودراسة الأسباب التي قادت العالم إلى هذه المرحلة الكارثية والعواقب والتداعيات التي قد تنجم عنها. ففي زمن تفشي وباء الكورونا والانتشار الواسع للفيروس الذي اجتاح الدول كبيرها وصغيرها، وما أسفر عنه من تراجع كبير في الطلب العالمي على النفط، فإن الصراع وحرب الأسعار المفتوحة التي جرت في خضم الأزمة، زادت من زلازل النفط وأدت إلى تعميق الكارثة التي شملت الجميع بلا استثناء. ولم يكن الاتفاق الذي جاء متأخراً بين تحالف المنتجين في "أوبك +" لخفض المعروض النفطي بنحو عشرة ملايين برميل يوميا، سوى محاولة يائسة لتدارك ما يمكن تداركه بعد أن استشعر المنتجون فداحة نتائج حرب أسعار النفط، في ظل انهيار الطلب العالمي بسبب كورونا. لا شيء يمكن فعله، بعد أن وقع المحظور، لكن أهم الدروس المستفادة من هذه الأزمة، التي كان ينبغي أن تكون مفهومة من البداية، هي أن الجميع في قارب واحد، وأن التعاون بين كل المنتجين هو وحده صمام الأمان في كل الأوقات، وخصوصاً في وقت الأزمات العالمية، مع الوضع في الاعتبار القاعدة الأساسية التي يفترض أن تحكم سوق النفط العالمي وهي التحرك باستمرار نحو نقطة التوازن التي تحقق مصالح المنتجين والمستهلكين.