22 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وإفريقيا شراكة واعدة

22 أبريل 2019

يأتي الانفتاح الملحوظ الذى تنتهجه قطر على القارة السمراء ضمن الاهتمام الذى توليه القيادة القطرية لتعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية خاصة في مجالات الاستثمار، والتعليم والبنية التحتية والزراعة، وحرصاً من الدوحة على الإسهام في بناء الإنسان في تلك الدول والقضاء على الأسباب التي تقود إلى التطرف والعنف، وهو ما يعكس تزايد الاهتمام القطري الرسمي والشعبي بالقارة الإفريقية لبناء علاقات راسخة وشراكات إستراتيجية معها في مختلف المجالات. وفى هذا السياق تجئ الجولة الإفريقية الجديدة التى استهلها بالأمس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بزيارة جمهورية رواندا وتشمل أيضاً جمهورية نيجيريا الاتحادية. الجولة تعزز من تأثيرات القوة الناعمة التى تتمتع بها السياسة الخارجية القطرية ودورها الحيوي في دعم العلاقات مع دول القارة السمراء ؛ وهو ما تجلى بصورة رائعة مع تداعيات الحصار الظالم على قطر؛ حيث كشفت الأحداث أن الاستثمار القطري لقوتها الناعمة داخل إفريقيا كان حاضرا بقوة، فلا ننسى انه في أول قمة للاتحاد الإفريقي تصادف انعقادها بعد فرض الحصار جاء موقف دول الاتحاد محايداً نزيهاً، رغم مساعي دول الحصار لاستقطاب بعض الدول الإفريقية. وتكتسب الجولة أهميتها كونها تأتي في وقت نجحت فيه قطر في تحقيق قفزات واسعة وراسخة،على طريق تطوير بنيتها ومرافقها الوطنية وقطاعاتها الاقتصادية والاستراتيجية أذهلت العالم، خاصة وأن تلك الثمار تجنيها الدوحة رغم الحصار. كما تعزز النتائج السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للجولة الإفريقية السابقة لحضرة صاحب السمو والتي شملت السنغال ومالي وبوركينا فاسو وغينيا وكوت ديفوار وغانا. وتبرز الجولة أهمية إفريقيا كعمق إستراتيجي وامتداد طبيعي لعالمنا العربي، فضلا عن كونها ساحة واعدة لبناء الشراكات الإستراتيجية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، يؤهلها لما تملكه القارة من ثروات طبيعية ومواد خام وزراعة خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي. لا شك أن الاستثمارات القطرية وهى تنخرط في مشاريع تنموية جادة في إفريقيا ستقيم تحالفات وشراكات أعمق وأقوى تحقق الفائدة لكلا الطرفين. مما يجعلها واعدة تحلق في آفاق أكثر رحابة ونقلة نوعية جديدة لشراكات قطر الاستراتيجية.