12 سبتمبر 2025
تسجيلفي خلال شهور قليلة منذ انطلاقة السنة الحالية، شهدنا تغيرات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتقاطعاته مع المشهد الخليجي. فالعلاقات الإقليمية البينية لدول المنظومة الخليجية، والتي عانت من الفتور والخلافات بسبب تباين المواقف في السياسات الخارجية، وانفجار الوضع في سحب 3 سفراء دول خليجية، عادت أكثر تماسكاً من جديد، ويمكن متابعة ذلك في حجم الزيارات المتبادلة والمتتالية بين القادة الخليجيين، وهي لم تكن بهذا الحجم والعدد والمستوى في أي وقت مضى من عمر مجلس التعاون الخليجي. وتوجت بتشكيل قرارات مصيرية أهمها المشاركة الجماعية في عملية "عاصفة الحزم". بالمقابل العلاقة التي ميزت دول الخليج مع بعض الدول العربية وخاصة مصر بدأت تأخذ منحنى آخر، أتاح ترتيب الأولويات وتحديد المخاطر وطريقة التحرك لمواجهتها. دول الخليج في الوقت الراهن تركز على توحيد الجهود وبناء استراتيجية واضحة وتحالف قوي لمواجهة المد الإيراني في المنطقة، الذي اجتاح أربع عواصم عربية في دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، كما أن هناك خلافات في التعامل مع الأزمات في المنطقة، والتي انفجرت بعد "الربيع العربي" وخصوصاً الملفين السوري والليبي، فالخليج بعكس مصر يصر على أن الأسد هو سبب البلاء، وليس له موقع من الإعراب في أي حل سياسي يطرح على الطاولة حالياً أو مستقبلاً، أما في ليبيا تؤكد دول الخليج على الحل السياسي وليس العسكري لإنهاء الأزمة.التغيرات أيضا تشمل الدخول وبناء الشراكة والتحالفات الإقليمية والدولية، وخصوصاً مع تركيا وموسكو، في تركيا ورغم التوتر، أعلنت دول الخليج وعلى رأسها السعودية وضع خطط لتنفيذ مشاريع استثمارية بقيمة 600 مليار دولار في تركيا على مدى 20 سنة مقبلة، وهناك الحديث عن محاولات لتشكيل محور سني عربي إسلامي مقابل شيعي فارسي. بالنسبة إلى موسكو فالعلاقة مازالت متوترة، وقبلها شن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هجوماً شديداً على الرئيس الروسي فلاديمير في الجلسة الختامية للقمة العربية، واتهمه بأنه يدعم عدم الاستقرار في العالم العربي من خلال تأييده للرئيس السوري بشار الأسد.والسؤال هل ستسفر التحولات والتغيرات الجديدة في انتقال وتحول مركز الثقل الإقليمي من العواصم العربية في مقدمتها القاهرة إلى الخليج، وهل سيساهم كل ذلك في استقرار المنطقة أو أنه سيزيد من أزماتها؟!