13 سبتمبر 2025
تسجيلمن همومي الشخصيةِ ذاتِ الطابعِ الوطنيِّ، قضيةُ الإعلاميين والصحفيينَ الذين سنتواصلُ من خلالِـهم مع العالَمِ كُلِّـه في مونديالَـيْ اليد 2015م، والقدم 2022م. فالجميعُ يدركون أهميةَ أنْ تكون الوجوهُ الإعلاميةُ الشابةُ القطريةُ هي التي تستقبلُ الوفودَ الـمشاركةَ، وتحتكُّ بها عَـبْـرَ تغطيةِ الفعالياتِ واللقاءاتِ الصحفيةِ وتكوينِ الصداقاتِ، لأنَّ ذلك يصنعُ التأثيرَ الإيجابيَّ عن إنسانِـنا ومجتمعِنا في نفوسِ أعضائها بالصورةِ التي نحرصُ على إبرازِها.ويقودُنا ماسبقَ إلى بحثِ دورِ لجنةِ الإعلامِ الرياضيِّ باللجنة الأولـمبيةِ، حيث نلاحظُ أنَّها لم تزلْ عاجزةً عن لَعبِ دورِ الرديفِ لكليةِ الإعلامِ في جامعةِ قطرَ، فهي تنشطُ في الـمجالِ ذي الطابعِ الاحتفاليِّ الذي ينفعُ في صُنعِ خبرٍ تُخَـصَّصُ له زاويةٌ في صحافتِنا، لكنه غيرُ مُـجْـدٍ في الـمجالِ العَـمليِّ الذي يؤثرُ إيجاباً في دَعْـمِ استعداداتِنا لاستضافة الـمونديالينِ. والأحرى بها أن تضعَ خططاً قريبةَ ومتوسطةَ وبعيدةَ الـمَدى لتوفيرِ السبلِ العمليةِ والـمَعرفيةِ الخاصةِ بتأهيلِ وإعدادِ الخريجين في مجالِ الإعلامِ الرياضيِّ، بدلاً من جَعْـلِ عملِـها مُنصباً على الجانبِ الإداريِّ الخاصِّ بإيفادِ صحفيين إلى الخارج لتغطية الفعاليات الرياضية، وصرف التذاكر وبدلات التمثيل لهم، أو بإقامةِ دوراتٍ عامةٍ من حينٍ لآخر.هذا الخَـلَـلُ البَـيِّـنُ في ممارسةِ الدورِ، قد يعودُ لأسباب تتعلقُ بالـمخصصاتِ الـماليةِ الـمعتمدةِ لها في موازنةِ اللجنةِ الأولـمبيةِ، لكنه يعودُ في جزءٍ كبيرٍ منه لعدمِ استقطابِ كفاءاتٍ وطنيةٍ شابةٍ ذات مستوياتٍ تعليميةٍ وعمليةٍ عاليةٍ للعملِ فيها. فهذه الكفاءاتُ أقدرُ على وَضْـعِ الخُططِ ومتابعةِ تنفيذِها. ويُضافُ إلى ذلك، أنَّ وعيَـها وإدراكَـها لكونِ بلادِنا دولةَ مؤسساتٍ، سيساعدُ على تواصلِ اللجنةِ الأولمبيةِ مع رئاسةِ الوزراء بحيثُ يتمُّ اعتمادُ مخصصاتٍ ماليةٍ تتناسبُ مع تلك الخططِ والرُّؤى.ولأنَّ الحديثَ متصلٌ بالإعلامِ الرياضيِّ، فلابدَ من التفريقِ نظرياً بينَ الإعلاميِّ الرياضيِّ والصحفيِّ الرياضيِّ، لأنَّ الأولَ يقوم بدورٍ توعويٍّ وفكريٍّ في مجالِ الرياضةِ من خلالِ الـمقالاتِ التحليليةِ القائمةِ على رأيٍ ووجهةِ نظرٍ وأساسٍ علميٍّ. أما الصحفيُّ فيقومُ بالتغطيةِ للفعالياتِ وإيرادِ الأخبارِ والتصريحاتِ الـمُتعلقةِ بها. فهو، بذلك، الركيزةُ الرئيسةُ للصحافةِ الرياضيةِ، والرافدُ الأولُ الذي يعتمد عليه الإعلاميون. ونحن لدينا إعلاميُّون رياضيونَ كُـثْـرُ لكننا نفتقرُ إلى الصحفيينَ.كلمةٌ أخيرةٌ:الشبابُ ودورُهُـم، قضيةٌ مُلِـحَّـةٌ في بلادِنا، وينبغي إفساحُ الـمجالِ لهم ليصنعوا الفارقَ، وبخاصةٍ في مجالِ الإعلامِ الرياضيِّ، أما الاستمرارُ بنفسِ الرؤى القديمةِ في الخطابِ والـمُمارَسةِ فلن يؤدي إلا لإنشاء لجنةٍ للاحترافِ الإعلاميِّ مهمتُها رَفْـدُ إعلامنا بإعلاميينَ محترفينَ من الخارجِ.