03 أكتوبر 2025

تسجيل

دول الخليج في تقرير السفر والسياحة 2013

22 أبريل 2013

يعتبر مستوى تباين ترتيب دول مجلس التعاون الخليجي على مؤشر التنافسية للسفر والسياحة للعام 2013 أمرا جديرا بالاهتمام. فأفضل نتيجة من نصيب الإمارات والتي حلت في المرتبة 28 دوليا بعد تقدمها 6 مراتب مقارنة بتقرير 2011. في المقابل، حلت الكويت في قاع الترتيب الخليجي بحلولها في المرتبة 101 من بين 140 بلدا مشمولا في التقرير. كما تراجع ترتيب البحرين بواقع 15 مرتبة أي الأسوأ بين الدول الست. يكتسب التقرير أهمية خاصة بالنظر لجهة النشر أي المنتدى الاقتصادي العالمي والذي يشتهر بإقامته المنتدى العالمي السنوي في مدينة دافوس بسويسرا. تشمل نقاط القوة في التقرير اعتماده على مجموعة متنوعة من العناصر تتضمن 14 متغيرا مثل الموارد الثقافية والطبيعية والبنية التحتية للسياحة والسفر والسياسات التنظيمية وأولويات صناعة السياحية والسفر. يتم تجميع المتغيرات في إطار ثلاثة عناوين جوهرية وهي 1: القوانين والأنظمة 2: البيئة التجارية والبنية التحتية 3: الثروات البشرية والثقافية والطبيعية. تحصل الاقتصادات المشمولة في التقرير على فرصة جمع 6 نقاط على المؤشر لكن لم تتمكن أي دولة من الحصول على العلامة الكاملة بما في ذلك سويسرا والتي حافظت على صدارتها للمؤشر. يعد قطاع السياحة والسفر حيويا عبر مساهمته بنحو 9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أي 6 تريليون دولار. كما يعمل 120 مليون فرد فضلا عن 125 مليون آخرين بصورة غير مباشرة في القطاع، ما يعني بأن واحد من كل 11 فرد عامل على مستوى العالمي مرتبط بصناعة السياحة والسفر. وخير دليل على ما نورده عبارة عن الأهمية النسبية لصناعة السياحة والسفر في اقتصاد دولة الإمارات العربية صاحبة أفضل أداء بين الدول العربية والإسلامية قاطبة في التقرير موضع البحث. تبلغ القيمة المالية المرتبطة بصناعة السياحة والسفر نحو 50 مليار دولار أي قرابة 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات. لا شك يعد الرقم مميزا ويعكس مدى نجاح الإمارات في تسويق نفسها كواجهة للسياحة والسفر على مستوى العالم رغم محدودية مصادرها الطبيعية. ويمكن تفهم إشادة التقرير بنجاح الإمارات في الترويج لنفسها كرائدة في مجال إقامة الفعاليات والمؤتمرات وإنشاء الجزر الاصطناعية الإبداعية. طبعا يضاف لذلك قدرة شركات الطيران التابعة لها وتحديدا الإمارات والاتحاد والعربية وفلاي دبي على استقطاب الزوار إليها من مشارق الأرض ومغاربها. تغطي هذه الشركات فيما بينها عشرات المدن العالمية. تكفي الإشارة إلى قدرة مطار دبي على استقطاب 4.8 مليون مسافر خلال شهر فبراير من العام الجاري ما يعني حلوله في المرتبة الثانية بالنسبة لعدد المسافرين الدوليين بعد مطار هيثرو في لندن. كما حل مطار دبي في المرتبة العاشرة عالميا في العام 2012 عبر استقطابه نحو 58 مليون مسافر مسجلا نسبة نمو قدرها 13 في المائة من حيث عدد المسافرين والتقدم 3 مراتب في عام واحد ما يعد إنجازا. ويتوقع أن يواصل مطار دبي تقدمه العالمي مع فرضية افتتاح مطار سنترال والذي يعد الأكبر في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية حيث بمقدوره خدمة 160 مليون مسافر سنويا. لا شك تأخر افتتاح المطار على خلفية أزمة مديونية دبي. كما يشكل حصول قطر على المرتبة 41 دوليا أمرا مميزا رغم التأخر لمرتبة واحدة عن التقرير السابق. تعتبر هذه النتيجة ثاني أفضل أداء على مستوى الشرق الأوسط بعد الإمارات. تشمل نقاط القوة في قطاع السياحة والسفر في قطر أمور مثل الأمن والاستقرار فضلا عن الحرية في توظيف الأجانب. من جهة أخرى، تراجع ترتيب البحرين 15 مرتبة من 40 إلى 55 دوليا ما يعد تطورا سلبيا. وقد حدث هذا رغم الأهمية النسبية لقطاع السياحة والسفر حث يشكل نحو 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي حسب إحصائية رسمية حديثة. كما يواجه القطاع مشكلات أخرى تتمثل في محدودية الموارد الطبيعية من جهة والاستدامة البيئية من جهة أخرى بالنظر لإقامة مشاريع تجارية وصناعية وسكنية في المناطق الساحلية. كما تسبب طول أمد الأزمة السياسية التي اندلعت في البحرين منذ فبراير 2011 في الحد من قدرة البحرين على استقطاب الزوار والفعاليات. بيد أنه شك تعتبر مسابقة الفورمولا حالة استثنائية بالنظر لاستضافة أول مسابقة من هذا النوع على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدأ من العام 2004. وقد انضمت أبو ظبي لاحقا لسباق السيارات والتي تعتبر ثالث أشهر رياضة عالمية من حيث القدرة على استقطاب الزوار بعد الأولمبياد وكأس العالم لكرة القدم. وفيما يخص بقية دول مجلس التعاون، فقد تحسن ترتيب عمان 4 مراتب وعليه حلت في المرتب رقم 57 دوليا مستفيدة من إمكاناتها الطبيعية الخلابة. وبالنسبة للسعودية، فقد حافظت المملكة على ترتيبها رقم 62 على مستوى العالم مستفيدة من موسم الحج والعمرة. لكن تراجع ترتيب الكويت بواقع 6 مراتب وعليه حلت في المرتبة 101 دوليا وهي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تحظى على ترتيب ضمن أفضل 100 بلد في العالم. تشمل التحديات التي تواجه الكويت قوة عملتها حيث يحتاج الزائر إلى تحويل 3.5 دولار للحصول على دينار واحد. إضافة إلى ذلك، حصلت الكويت على ترتيب غير مقبول بالنسبة لمعيار الألفة تجاه السياح حيث حلت الكويت ضمن قائمة أسوأ 10 دول غير صديقة للزوار. الأمل كبير بأن تنجح دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا المتأخرة منها في تعزيز ترتيبها مستفيدة من قدراتها البشرية والمادية. وبل توفر تجربة دبي بشكل خاص والإمارات بشكل عام على إمكانية تحويل البلاد إلى واجهة للسفر والسياحة عبر توفير مزايا متنوعة مرغوبة لدى الزوار.