12 سبتمبر 2025
تسجيلالإسلام رتب الحقوق على قدر حاجة الأبوين (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك) لأن أباك رجل حتى لو تعرض للسؤال فلا حرج، وإنما الأم لا، وعندما نستعرض القضية القرآنية فى هذا الخصوص {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} وجدنا القرآن يوصى بالوالدين، ولكن إذا نظرت للآية القرآنية تجد أن الحيثيات فى الآية للأم كلها، وفي البداية أتى بحيثية مشتركة، ثم قال {حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} الأحقاف: 15، نعلم تماما وحسب شريعتنا ان هناك عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى ولا يجوز ان نبتدع عيداً لم يأمرنا الله ورسوله به، ولكن ما ابتدعه الغرب وتبعه بعض مجتمعاتنا في تخصيص يوم للأم لا يجوز ان نتخذه عيدا نقدم فيه الهدايا ونظهر فيه الفرح والسرور احتفاء بهذا اليوم، شريعتنا الإسلامية كرمت الأم افضل تكريم وخصصت لها الاحتفاء بها طوال العام وليس في يوم واحد من أيام العام لأنها هي الأحق بالرعاية من أولادها وإطاعتها في غير معصية الله في كل زمان ومكان. أسباب تخصيص يوم للأم عندما اخترع الغرب عيد الأم قلدناهم في ذلك تقليداً أعمى، ولم نفكر في الأسباب التي جعلت الغرب يبتكر عيد الأم، فالمفكرون الأوروبيون وجدوا الأبناء ينسون أمهاتهم، ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة، ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، ولكن عندنا في مجتمعاتنا الإسلامية عيد للأم في كل لحظة من لحظاتها في بيتها، فالإنسان منا ساعة خروجه من البيت يقبل يد أمه، ويطلب دعواتها، يزورها بالهدايا دائماً، إذن ليس هناك ضرورة لهذا العيد عندنا، ولكننا أخذنا ذلك على أنه منقبة من مناقب الغرب، في حين أنه سلبية، في أوروبا يترك الولد أمه تعيش في ملجأ وأبوه يعيش في مكان لا يدري عنه شيئاً، وليس في مجتمعاتنا مثل ذلك والحمد لله بل تكريمها يعتبر واجبا من واجباتنا اليومية وعقوقها عقوق لأوامر الله سبحانه وتعالى وعقابه في الدنيا قبل الآخرة، ولكن اذا اخذنا الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس، أو إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال ديني، أو عيد من أعياد المسلمين، ولكنه فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفًا، ومن ذلك ما يعرف بالاحتفال بيوم الأم، أو بعيد الأم، فإن الأم لها منزلة خاصة في دين الله، بل في كل دين، ولذلك يجب أن تكرم، وأن تحترم وأن يحتفل بها طوال العام وليس في يوم من أيام العام، وليس هناك مانع شرعي في اختيار يوم او فترة من العام يظهر فيه الأبناء مشاعرهم نحو امهاتهم وابائهم فليكن في نهاية كل موسم دراسي نعبر عن هذه المشاعر ونقدم لها الهدايا وفي بداية كل عام دراسي أيضا ولا نتقيد بيوم معين حددته لنا شرائع أخرى. رمضان مناسبة حميمية تجاه أمهاتنا يأتي اللجوء الى حنان امهاتنا في مناسبات عديدة مثل بداية الموسم الدراسي او عند السفر معها لأنها هي الدينمو الذي يقوم بالمهام الصعبة في التجهيزات والاعدادات في هذه المناسبات وأعظم مناسبة يظهر فيه دور الأم بشكل واضح هي مناسبة الشهر الفضيل لأن دورها محوري في ترتيب بيوتنا وإبراز تجهيزات الشهر الكريم الذي يختلف عن شهور العام الأخرى خاصة تنظيم الوجبات واعدادها، وديننا الحنيف منح الأم أجرا كبيرا باعتبارها تقوم بإفطار الصائمين في بيتها وفي المقابل يجد الرجل الوقت الكافي في تلاوة القرآن وأداء الصلوات الفروض والتراويح في المساجد، وهناك أجر آخر قد لا تظن المرأة أنها تحظى بثوابه في شهر رمضان، هو أجر الأعمال المنزلية، والتي تقوم به وهي تتعبد الله بالصيام، صامدة في درجة الحرارة المرتفعة فقط من أجل الحصول على ثواب الصيام، وتحرص في الوقت ذاته على عدم التكاسل والتقصير في أعمال المنزل، ولم يُضيع الله أجرها والتقدير الذي تنتظره مقابل تلك الأعمال سوف يكون على شكل الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى. كسرة أخيرة للتعبير عن كمية الحب والحنان والفرحة لأمهاتنا وهن بجانبنا عند حلول شهر رمضان، يمكن ان تروي كمية الحُب للأم الغالية في رسائل عديدة تعبر عن الكم الهائل من تلك الطاعة العمياء والحب لها، علينا ان نلامس قلوب أمهاتنا من رسائل حميمية تخص هذا الشهر الفضيل ونبعث لها رسالة تعبر عن السعادة التي في قلوبنا عندما تكون هي بجانبنا في هذا الشهر، ولا ننسى الأمهات اللاتي انتقلن الى الرفيق الأعلى ونبعث لهن رسائل تدعو لهن بالرحمة والمغفرة وفقداننا لها في هذه المناسبة العظيمة، وشهر رمضان يعتبر هو من افضل الشهور التي نتقرب فيها الى الله تعالى بإطاعتنا ورعايتنا لأمهاتنا، ورسالتنا الى كل ام والى كل وردة فاح شذى حبها في ارجاء منزلنا والى كل شمعة أضاءت درب عائلتها والى كل من حملت وانجبت وربت وسهرت تحية حب وتقدير، وكل عام وجميع الأمهات بألف خير.