12 سبتمبر 2025
تسجيلها قد أتى رمضان الذي يبهج القلب ويعيد طمأنينة الروح. يأتي رمضان الكريم هذا العام واليقين بالله يزيد بإجابة الدعاء، يأتي مليئا بالفرص الثمينة العظيمة، فرصة ان أبواب الجنة تفتح وتغلق أبواب النار وتغل الشياطين، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر». ما يزيد من جمال رمضان أن ما أفسدته شهور السنة في أرواحنا المثقلة، يصلحه شهر رمضان. ففي هذا الشهر الكريم يكون السمو الروحي أكبر لدى الكثيرين، والبذل أكبر فتجد الصدقات وإفطار الصائمين والزكاة أجواء رمضانية تكاد لا تخلو من صلاة ودعاء وسباق مع الوقت لقراءة وختم القرآن الكريم. رمضان شهر الخير والبركات ويعتبر فرصة للتخلص من الكثير من العادات غير الصحية والسلبية كالتدخين والتي تؤثر سلبا على صحتنا. عادة لدينا يبدأ الاستعداد لرمضان مسبقا ومعروف للجميع ازدحام الناس على الأسواق والجمعيات لشراء الاحتياجات الغذائية الرمضانية لاستقبال الشهر الكريم ولان رمضان له نكهته الخاصة على الصعيد الديني أولا ثم على الصعيد الاجتماعي. الإفطار فرصة كبيرة لتجمع الاسرة كلها، بل من أجمل الفرص، فنحرص جميعا على الفطور معا مهما كانت الظروف من أكبر الى أصغر افراد الاسرة. كما أن اللقاء الاسري الذي يضم الاسرة كلها يرسخ الذكريات الرمضانية التي لا تنسى. وأنا متأكدة أن لكل فرد مسلم لديه الكثير من الذكريات الجميلة التي ترتبط بهذا الشهر الفضيل منذ الطفولة وحتى الآن. وفي هذا الشهر يجتمع العديد من الأمور الدينية والاجتماعية كالصلاة بنوافلها وخاصة التراويح والقيام، والافطارات الجماعية واللقاءات الاسرية الجميلة وما يتخلل كل ذلك من طقوس رمضانية لا نراها في بقية أشهر السنة. انها بالفعل أيام معدودات ومن المعروف ان التجار يدخلون في المشاريع الأقل كلفة والاعلى ربحا، وهكذا ينبغي أن نفعل نحن كمسلين أيضا فندخل في ما يمكن أن نسميه بمشروع رمضان الأقل كلفة والأعلى ربحا في الأجر والثواب عند الله بإذنه تعالى. فمن المعروف انه يكفر من رمضان الى رمضان كما تكفر الجمعة الى الجمعة. وعلينا أن نعرف أيضا أن الشهر الفضيل ينبغي أن يكون شهر النشاط والعمل لا شهر النوم والكسل، فهذا الشهر لا يقبل الفتور وعلينا الاجتهاد في الطاعات، والابتعاد عن الغيبة والكذب وظلم الاخرين وغيرها من الذنوب. إن رمضان لا يعني كسلا ونوما طويلا واوقاتا نضيعها انما هو جهد وعمل واغتنام الاجر. إن العبد لا يدري متى يأتيه أجله. فكم من أحبة كانوا معنا في رمضان الماضي وقد غادروا هذه الحياة دون أن يبلغوا رمضان آخر. فمن توفاه الله وهو قد نوى صوم رمضان قامت نيته مقام عمله فيجازيه الله على حسن نيته وعلى هذا العزم فينال الأجر وإن لم يعمل. ان شهر رمضان يعتبر رصيدا من الطاعات والعبادات فيه اغتنام الخيرات فلنبحث عن الخير والمعروف وابواب الخير كثيرة كل يوم ولنطرق ابوابا جديدة للخير كإطعام الطعام والصدقات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رمضان قصير ولا يحتمل التقصير، ومن المعروف أن كل المسلسلات الرمضانية سيتم اعادتها جميعا، أليس من الأفضل استغلال الشهر الكريم فيما يزيد الأجور؟ «أياما معدودات»، ولكن فضلها عظيم فلنري الله أفضل ما عندنا. إنه شهر الخير والبركة والزيادة في الطاعات واطمئنان الأرواح، ولا ينبغي أن يفوتنا تعويد الصغار على الصيام تدريجيا . اللهم سلمنا رمضان وتسلمه منا متقبلا وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وبارك لنا فيه... كل هذا وبيني وبينكم.