13 سبتمبر 2025

تسجيل

ليلة في مخيم!

22 مارس 2016

ماهو شعور "الإنسان" الذي يعيش في مخيم اللاجئين خصوصا إذا كان في مرحلة الطفولة؟ هل يستطيع أحد منا أن يدخل التجربة ويحدثنا عن المعاناة من الداخل؟! المبادرة أقدم عليها بكل جسارة وزير العمل الأسبق في ألمانيا نوربرت بلوم، والذي زاوج بين القول والفعل، وقرر قضاء ليلة في خيمة بمخيم اللاجئين المؤقت تضامنا مع آلاف اللاجئين العالقين، ومن أجل التنبيه لأوضاعهم الإنسانية الصعبة. وإذا قرر الوزير السابق هناك في الغرب مشاركة اللاجئين مأساتهم، فقرارنا غالبا في العالم العربي هو التفرج عليهم من بعيد والنأي بالنفس عن مشاكلهم وآلامهم قدر المستطاع!في نظرة عن قرب نجد اليوم أن أكثر من نصف سكان سوريا أصبحوا في مصاف المشردين، وأكثر من 300 ألف شخص قتلوا، وملايين السوريين هربوا إلى البلدان المجاورة في لبنان والأردن وتركيا وشواطئ أوروبا. يظهر التقرير الأخير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 2016م، أن 70 % من النازحين المقيمين في لبنان يعيشون حاليا تحت خط الفقر وهو لا يتجاوز 4 دولارات للفرد في اليوم. وبحسب ممثلة المفوضية في لبنان، فإن النازحين بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى الدعم ومن دون استجابة إنسانية قوية ومستدامة، قد يغوص النازحون أكثر فأكثر في الفقر. ممثلة اليونيسف في لبنان ذكرت أن الأزمة السورية تعتبر مأساة حقيقية بالنسبة إلى الأطفال. فتعرض الأطفال للعنف والفقر والتشرد سيسفر عن عواقب وخيمة على كل من المدى المنظور والطويل. الأمر المؤسف ان لبنان يعاني من أزمة سياسية حادة وانقسام كبير، وتباطؤ في الاقتصاد وارتفاع في نسبة الفقر والبطالة، إضافة لتعطل في مؤسسات الدولة والتهديدات الأمنية الداخلية والخارجية.الحل لا يقتصر على جهود أشخاص ومبادرات فردية حصرا، بل بحاجة إلى تفعيل عمل المنظومة الدولية ودعم المؤسسات العالمية ويجب أن تسهم الدول الغنية الكبرى في هذا المجهود بلا تردد، ومن الضروري أن تقوم دول الخليج بجهود اكبر وتطلق المبادرات كما فعلت بعضها وفي مقدمتها دولة الكويت في استضافة المؤتمرات الدولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا. التحديات كبيرة والأوضاع صعبة وعلينا جميعا مواجهتها لا الهروب منها، ودعونا نتذكر دائما كيف سيكون الوضع لو دفعتنا الحياة يوما ما لنتحول إلى لاجئين في مخيمات!