18 سبتمبر 2025

تسجيل

تجربة معلم.. الدفاع عن حلم الطالب هو الطريق للنجاح

22 فبراير 2023

أحد المعلمين يقول: انتقلت للعمل في مدرسة ابتدائية أخرى.. منحني المدير قسم السنة الثالثة واستدعاني إلى مكتبه وقال لي سأصارحك القول: نملك ثلاثة أفواج للسنة الثالثة وهذا الموسم الدراسي قررنا مع باقي زملائك أن نجعل فوجين منهم يضمون أحسن التلاميذ والفوج الثالث وهو فوجك انت كل تلاميذه ميئوس منهم وعلى الأغلب سيطردون في نهاية العام... فإن استطعت أن تنتشل منهم ثلاثة أو أربعة تلاميذ من الطرد فلك كل التقدير.... وإن لم تستطع فلا لوم عليك فحتى أوليائهم يعرفون ضعف مستواهم.... يقول المعلم: دخلت إلى القسم وسألت كل طالب « ماذا تحب أن تصبح عندما تكبر ؟». بعضهم قال ضابطا، وبعضهم قال طبيباً، والآخر قال مهندساً.... ابتهجت في نفسي كثيرا وقلت «الحمد لله ان أحلامهم لم تمت بعد». في اليوم الثاني أعدت توزيع جلوس الطلاب بحسب مهن أحلامهم بحيث يكون الضباط بجانب بعضهم، والأطباء بجانب بعضهم، وكذلك الحال بالنسبة للمهندسين... وهكذا، وكتبت لكل واحد منهم لقبه على دفتره، الضابط محمد ! الدكتور مصطفى ! المهندسة شيماء! وبدأت أمارس مهنتي كمعلم لهؤلاء الطلاب وأنا واضع بذهني أنهم كغيرهم من التلاميذ وليسوا ضعفاء كما يوصفون، وبالطبع وجدت منهم من يخطئ ومن يتكاسل ومن لا يكتب الواجب الخ الخ... وهنا جاء دور العقاب !! ولكن عقابي كان مختلفا، فأنا لا أضربهم مثل معظم المدرسين. بل كنت فقط أسحب اللقب من المتقاعسين وبالتالي أسحب منهم احلامهم وأجلسهم في مكان خاص بالقسم أسميناه «الشارع» مما يزعجهم ويجعلهم يضاعفون جهودهم للرجوع لمكانهم ولقبهم المفضل، وبهذا الشكل ارتفع مستوى الطلاب في الصف وأخذوا يحلون الواجبات المنزلية ويدرسون باجتهاد كبير وتنافس شريف وكنت أشجعهم أحيانا بهدايا كل واحد هديته تخص مجال حلمه. ومع انتهاء الفصل الأول أحب كل تلاميذي الصف والدراسة والمدرسة والمدرس...وصرت نادرا ما أجلس أحدهم في «الشارع». أما بنهاية العام والحمد لله، فقد تفوق فوجي على الفوجين الآخرين وبفارق كبير....سألني المدير وباقي الزملاء «بربك قل لنا ما هي طرق التدريس التي غيرت من هؤلاء التلاميذ ورفعت مستواهم بشكل خيالي؟». فكان ردي طرقي بالتدريس وأسلوبي لا شك لا يختلف عن أساليبكم أنا فقط « جعلت كل تلميذ يدافع عن حلمه.».... فلو حرص أولياء الأمور والمعلمون في جعل أبنائهم يدافعون عن أحلامهم بكل الطرق ودفعوهم لتحقيقها دفعاً بالتأكيد سيتفوق الطالب ويجتهد وبالتالي يرتفع مستواه التحصيلي للدروس في سبيل تحقيق حلمه. كسرة أخيرة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر لا تدخر جهداً في خلق بيئة تعليمية ملائمة وجاذبة وليست العبرة بعدد ساعات التمدرس وطوال اليوم الدراسي وإنما بجودة ما تقدمه المدارس والمناهج بما ينفع الطلاب لتحقيق معايير المناهج العالمية حتى يتزود الطالب بأسلحة العلم لخوض حياته الجامعية المرتقبة وتخصصه الاكاديمي لتلبية متطلبات سوق العمل المحلي والدولي والاسهام في تحقيق رؤية قطر 2030، ودوافع الطلاب هي التي تحفزهم للتعليم بشكل فعّال وعلى المعلم دور كبير في جعل الطلاب متحمسين بشكل طبيعي للتعلم وهذا ما يتوقعه الطالب من المعلم في كثير من الأحوال، ويجب ان يضع المعلم في ذهنه أنه ليس مجرد ملقن للدروس والمناهج بل لابد ان يبعث في الطلاب روح التحدي والتحفيز والتعامل بحب حتى يحققوا النجاح المأمول، وكانت بمدارسنا في السابق برامج تحفيزية ومساعدة مثل التعايش المدرسي لأولياء الأمور والتي كانت في كثير من الأحيان تساهم في تحفيز الطلاب عند حضور أولياء أمورهم، وهذه البرامج اختفت في كثير من مدارسنا في الوقت الحالي ويجب إلزامها للمدارس بها وتطويرها.