12 سبتمبر 2025

تسجيل

أفضل الروايات

22 فبراير 2016

منذ فترة، قرأت في إحدى الصحف، قائمة تضم أفضل مئة رواية عربية، صدرت منذ تعلم العرب، كتابة الروايات، وقد امتدت خيارات تلك القائمة حتى وصلت للجيل الحالي الذي يكتب، وينال الجوائز. ومن الذين شملتهم بالطبع: نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف والطيب صالح، وبهاء طاهر، وواسيني الأعرج والمسي قنديل، ومن جيلنا ضمتني، وخالد خليفة وعلي بدر، وهكذا أخذت اسما من جيل تسعينيات القرن الماضي وعدة أسماء من جيل ما بعد الألفية.حقيقة، الروايات التي ذكرت في تلك القائمة، كلها تقريبا روايات شهيرة، وحظيت بقراءات عالية ومراجعات متأنية، سواء أن كانت بالسلب أو الإيجاب.. بمعنى أنها من الروايات التي تم تداولها على حساب أعمال أخرى لنفس الكتاب، ربما تكون أفضل منها، وأكثر صلابة في مواجهة النقد، لكن كان نصيبها أن لا تحظى بشهرة كبيرة، ودائما ما أضرب مثلا برواية بندر شاه للطيب صالح، التي تجلى فيها آسلوبه، وتوظيفه للأسطوري والخارق بجدارة، لكن موسم الهجرة، غطى عليها. كذلك روايات للعملاق نجيب محفوظ، أعتبرها أقوى من الثلاثية المعروفة لكل قارئ ودارس، وهكذا روايات أخرى لكتاب آخرين، تجد متعة فيها أكثر من التي ترشح للجوائز، أو توضع في قوائم الأفضل دائما.لن أسأل عن المسؤول عن وضع تلك القوائم، وعلى أي معيار بنى اختياراته، لأنني وضحت أن شهرة العمل، لها دور كبير، كذلك ما يكتبه القراء في مواقع منتديات القراءة على الإترنت، المنتشرة بشدة، أصبح مرجعا لبعض الناس، حين يريدون أن يتعرفوا على كاتب أو يعرفوا ماذا يقول الناس عن أعماله، وهذه مسألة خطرة جدا، لأن الآراء ليست واحدة بالطبع، ولا تخضع لتقييم علمي أو فني للأعمال المطروحة في تلك المنتديات، إنما للتذوق الشخصي، ولذلك تجد نفس العمل قد حكم عليه أحدهم بالإعدام، وجاء آخر، تحته مباشرة ليعيده للحياة مرة أخرى.كذلك تأتي مسألة أخرى، وهي أن هناك كتابا معروفون في بلادهم، وقدموا إسهامات جليلة، في حقل الكتابة، وأصبحوا معلمين لها، لكنهم لم ينشروا في دور عربية ناسعة النطاق، وبالتالي لم يصلوا لمعظم القراء المتاحين في الوطن العربي، وبالتالي لم يعرف كتابتهم أحد خارج محيط بلادهم. هؤلاء يظلمون كثيرا حين يأتي الترشيح للجوائز، وحين توضع قوائم الأفضل، ولو رشحوا لأي جائزة، لربما نالوها عن جدارة.عموما يوجد اختلاف كبير حول مفهوم الأفضل، والأوسع انتشارا، والأعلى مبيعا، وكلها مفاهيم دعائية في رأيي، أكثر منه مفاهيم نقدية أو علمية، إن أرضنا أن نضع قائمة لأفضل مئة رواية عربية، علينا اختيار الروايات بناء على قيمتها الفنية، وليس على شهرتها، وعلينا أيضا أن نبحث في كل البلاد العربية عما هو مدفون أو مخبأ، لنخرج بقائمة نزيهة، وإلا فلا داعي أصلا لمثل هذه القوائم التي ربما تمجد نصوصا وتدفن نصوصا أخرى.