15 سبتمبر 2025

تسجيل

المذابح العرقية في إفريقيا الوسطى

22 فبراير 2014

ما تشهده جمهورية إفريقيا الوسطى منذ تنصيب كاثرين سامبا بانزا المسيحية، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد الشهر الماضي، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية ينذر بوقوع مذابح عرقية واسعة يكون المسلمون وقودا لها .. تماما كما حدث قبلا في البوسنة والهرسك على يد الصرب والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين خاصة أن البلاد تشهد وفي تتابع سريع، الإطاحة العنيفة للحكومة القائمة، وانهيار مؤسسات الدولة، والانزلاق إلى الفوضى، والوحشية الطائفية، وأصبح أكثر من 2.5 مليون شخص أي ما يعادل أكثر من نصف عدد السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية بشهادة من الأمم المتحدة. إن الأوضاع في بانغي العاصمة أصبح بحاجة ماسة إلى العلاج بعدما استفحل أمر التطهير العرقي على حساب المسلمين الأمر الذي يستدعي من كل المنظمات الدولية والإسلامية الوقوف عند مسؤولياتها وتحمل أعباء نزع فتيل الأزمة المشتعلة والتي تزداد اشتعالا يوما بعد آخر. ورغم أن بعض المنظمات الإسلامية والدولية تداعت إلى التحذير من أن الوضع في إفريقيا الوسطى أخذ بالتفجر الذي لا يمكن التوقع بمداه وحجمه إلا أنه لابد من تأييد جدي للمبادرة الأممية التي تهدف لـ"التصدي للمخاطر الهائلة وأعمال العنف والتطهير العرقي في جمهورية إفريقيا الوسطى" وبحسب نص المبادرة الأممية فإنه لابد من التعزيز لقوات التدخل السريع المتواجدة بالفعل الآن على الأرض في إفريقيا الوسطى من القوات العسكرية والشرطة، لاحتواء العنف، وحماية المدنيين، ومنع مزيد من التشريد، وخلق بيئة آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية. إن إفريقيا الوسطى أصبحت اليوم تمثل تحديا جديا للمجتمع الدولي المدعو إلى اليقظة وعدم التخاذل إزاء الواجبات المنوطة به لكي لا يقع المحظور ويجد المجتمع الدولي نفسه أمام مذابح جديدة تضارع مذابح الهوتو والتوتسي في رواندا ومذابح البوسنة والهرسك في يوغسلافيا السابقة. لقد أكدت جميع التقارير الموثوقة والموثقة الواردة من بانغي أن قتل المدنيين الأبرياء صار بأعداد كبيرة وحسب المعتقدات الدينية، ولاسيما المسلمين على وجه الخصوص رغم أن المسيحيين ليسوا بمنأى عن هذه المذابح والتي تسببت بعمليات تهجير وهروب جماعية إلى البلدان المجاورة هربا من القتل والتصفية الدينية. ومن هنا فإنه من المهم بمكان، الدعوة إلى وضع الإمكانات المالية واللوجستية اللازمة للإسراع في إطلاق عملية للمصالحة السياسية، وتعزيز التسامح والتعايش السلمي لإنهاء الصراع الحالي والمذابح العرقية في هذا البلد المسمى إفريقيا الوسطى قبل فوات الأوان.