15 سبتمبر 2025
تسجيلجميلة، متعلمة، موظفة، رسامة، إنسانة متكاملة تقريباً، ولكنها منذ سنوات على ذات الحال من الروتين في كل شيء، كنت أستغرب هذا وأنا أراها شخصية مميزة بفكرها وأخلاقها، حتى أتت الفرصة لأسألها: ألم تفكري في إقامة معرض لرسوماتك؟ اصطبغ وجهها بلون باهت ثم قالت: لا أريد، لست بارعة كفاية! بالأحرى أخشى الفشل! كانت إجابة لم أتوقعها، ولكني استمررت في نبش إبداعها المشوب بالخوف، حتى استطعت أن أفهم أنها فقط لا تثق بقدراتها فقط، وتخشى الوقوع قبل المسير، وتجهل مستوى طاقاتها الإبداعية، مثل هذه الفتاة العديد ممن يملكون مواهب وقدرات مميزة وقد تكون مدهشة ولكنهم لا يدركون قيمتها وإن أدركوها ركنوها في زاوية الهواية والأضواء الخافتة، البعيدة عن التعليقات. في مجتمعنا نفكر دائماً في ما سيقوله عن الآخر، حتى ولو كان خاطئاً إلا أنه يؤثر بنا ويعوق الكثير منا من أن يكون على سجيته، أو أن يظهر بطاقاته الإبداعية علناً، وكمثال، العديد من الشباب يرفضون الظهور أمام الكاميرا لشعورهم بالخوف من سخرية أصدقائهم أو لعدم ثقتهم بأنفسهم أو بقيمة آرائهم، الأسباب مختلفة، ولكنها في النهاية واحدة وهي فقدان الثقة بالذات. كيف يمكن أن نعزز ثقتنا بأنفسنا، كيف يمكن أن نُخرج كل ما لدينا كما نحب وكما نريد دون خجل أو خوف أو قلق من عين الآخر، كيف يمكن أن نكون مبدعين بما لدينا من أشياء بسيطة أو مميزة دون الحاجة إلى من يقول لنا ذلك؟ المشكلة تبدأ من الصغر عندما يُعلم الطفل بمجموعة قوانين غير مفهومة وأحياناً غير مقبولة، لا تفعل ولا تتكلم، قل هذا ولا تقل هذا كن هذا ولا تكن هذا، لماذا لا يعرف ولمن لا يعرف، يخرج ويكبر ليكون شخصاً آخر لا هو، شخصاً يريده المجتمع فقط، يكون نسخة مكررة لآخرين ارادوه هكذا فكان. وفي النهاية تتبلور صورة ليست حقيقية، تنعكس من خلالها وجوه وتصرفات مسلوبة الحق والثقة بشكل وبآخر.. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. الثقة بالنفس أهم المحطات التي تنطلق منها لتحقيق طموحك، لأنك حينها ستثق في قدراتك وبأحقيتك لتحقيق ذاتك، ولن تكون أحلامك وأهدافك سوى نقاط تسعى لها لتثبت هذه الثقة، لا تسمحوا للظروف والمحبطين أن يسلبوكم هذه الثقة والأهم ثقوا بالله، فهو القادر على منحكم هذه الهمة، حاولوا أن تتجردوا من سطوة الخجل وتخرجوا إلى العالم كما أنتم وكما تحبون، عندها ستعرفون قيمة ما لديكم وستستمتعون بحياتكم أكثر..