العنصرية ومعاداة الإسلام

أثار سماح السلطات السويدية لأحد رموز اليمين المتطرف، بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة الجمهورية التركية في ستوكهولم، موجة واسعة من الغضب في العالم الإسلامي، استنكارا لهذه الواقعة الاستفزازية الشنيعة التي تعتبر مؤشرا جديدا على المستوى الذي وصلت إليه بعض الدول الأوروبية في معاداة الإسلام والعنصرية. وما يثير المخاوف ويدفع إلى القلق العميق أكثر، هو أن تقف السلطات الرسمية في السويد وراء منح الضوء الأخضر لهذا الفعل الخطير، بمساندة حملات الكراهية ضد المسلمين، ودعم معاداة الإسلام وتيارات العنصرية والتمييز في أوروبا. لقد عبرت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات، لسماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من المصحف الشريف، واعتبرت هذه الواقعة عملا تحريضيا، واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، محذرة من أن حملات الكراهية ضد الإسلام وخطاب الإسلاموفوبيا، شهدا تصعيدا خطيرا باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم. إن تأكيد دولة قطر على الرفض التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، والتحذير من الزج بالمقدسات في الخلافات السياسية، يأتي انطلاقا من مواقفها الثابتة التي تدعم قيم التسامح والعيش المشترك، والحرص على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق إعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك. إن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء نبذ الكراهية والتمييز والتحريض والعنف، والتصدي لمثل هذه التصرفات الخطيرة التي تشكل استفزازا لأكثر من ملياري مسلم حول العالم، وتهدد السلم الاجتماعي.