27 أكتوبر 2025

تسجيل

الإسلام ليس سعودياً يا عبداللطيف !!

22 يناير 2019

في حين كانت بلادنا، قيادةً وشعباً، تنتصر لأشقائنا السوريين الذين تقطعت بهم السبل في المخيمات خارج سوريا وداخلها، كانت القيادة السعودية منشغلةً بتجريمهم وتحميلهم المسؤولية عن دمائهم المراقة، وأبنائهم النازحين واللاجئين، كما جاء على لسان عبد اللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية، الذي لا يترك فرصة للتطبيل للباطل، والخروج عن الحق. 1) عبد اللطيف وسعودة الإسلام: فالرجل يعيش في عالم من الأوهام التي تخبره أن المملكة لم تزل ذات مكانة دينية ومعنوية في نفوس المسلمين، ويعتقد أنه، والسديس وعايض القرني والمغامسي وأشباههم، ينطقون باسم الإسلام والمسلمين، ولا يريد أن يبصر ويفهم أنهم لا يعبرون إلا عن توجهات قيادتهم التي أفقدت بلادهم قوتها وتأثيرها المعنويين. وكم نتمنى لو كان صريحاً صادقاً لمرة واحدة فيقول إنه يعمل وأمثاله لإيجاد إسلام سعودي لا شأن له بالقدس الشريف والأقصى المبارك، ولا بدماء المسلمين وأعراضهم، ولا بالعدالة والحريات وحقوق الإنسان، وإنما هو إسلامٌ ركنه الأول هو طاعة ولي الأمر حتى لو خرج على شاشة التلفاز لنصف ساعة يومياً وهو يدعو للموبقات، كما قال عبد العزيز الريس. وركنه الثاني، هو القبول بحالة من الانفلات الأخلاقي تكون بديلاً عن الإصلاحات التي تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، وبسقف مرتفع من الحرية في التفكير والتعبير، وبمشاركة في اتخاذ القرار. 2) عبد اللطيف والتصهين: للتصهين في المملكة طابع فريد، لأن المتصهينين يتمتعون بحريات كبيرة في التعبير عن أهوائهم المنحرفة حتى لو خالفت صريح القرآن الكريم والسنة النبوية. ففي موسم الحج الماضي، امتدح الرجل الكيان الصهيوني لأنه سمح بالحج للمسلمين، وكأنه يقول إنه كيان شرعي، وإن أشقاءنا الفلسطينيين مجرد رعايا فيه ولا يمثلون الأمة في الدفاع عن حقوقها في فلسطيننا الحبيبة. ونراه يصمت، هو وعلماء السلاطين، عن خالد الأشاعرة الذي غرد داعياً الله بالنصر للصهاينة والموت للفلسطينيين، وعن عبدالحميد الحكيم الذي يكاد ينادي بإرجاع خيبر لليهود، وعن مغردين يشوهون القرآن بقولهم إن الله ذكر إسرائيل ولم يذكر فلسطين، ويتناسون عمداً أن إسرائيل جاءت في القرآن كاسم ليعقوب، عليه السلام، أو ذم أبنائه وقومه في معظم الأحيان، ولم تأتِ بمعنى أنها كيان سياسي قائم. كما أن التاريخ يخبرنا أن اليهود كانوا مجرد جزء صغير من الشعوب التابعة للإمبراطوريات والممالك الكبرى التي سادت في بلاد الشام والعراق ومصر، ولم يقيموا دولة أو حضارة. وحتى مملكة داود وسليمان، عليهما السلام، فإنها كانت مملكة محلية لم تواجه الممالك الأخرى ولم تتمدد عسكرياً خارج نطاقها الجغرافي الصغير. إن آل الشيخ يصمت عن الطعن في عقيدتنا التي لفلسطين والقدس والأقصى مكانة عظيمة فيها. 3) عبد اللطيف وعلماء الأمة: من اللافت للنظر في شخصية الرجل أنه لا يحترم رمزية منصبه كوزير للشؤون الإسلامية، فلا يتأدب في حديثه، ولا يوقر العلماء الأجلاء الذين تحاربهم قيادته لأنهم يتحدثون بفقه صحيح، ويتبنون مواقف مشرفة فيها عزة الإسلام وروحه وأخلاقه. فخلال مناقشة رسالة تقدم بها طالب لنيل شهادة الماجستير، لم يقبل الوزير أن يستشهد الطالب بفضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وهو عالم إسلامي جليل له إسهامات عظيمة في الحفاظ على العقيدة، و في مجالات الدعوة، فما كان منه إلا أن وصفه بكلمة نابية يأنف أقل الناس ثقافةً وتعليماً أن يستخدمها. ثم انبرى لمهاجمة سيد قطب، صاحب: في ظلال القرآن، وهو أديب وداعية جليل، فقال عنه إنه بلا ذوق أدبي، وإنه من الخوارج الذين مزقوا شمل الأمة. إنها مأساة حين يُغيَّب العلماء الأجلاء في السجون، ويبرز في الإعلام عبد اللطيف وعايض والسديس وأمثالهم. 4) عبد اللطيف والمشاركة في تخليق الإرهاب: يبدأ الإرهاب بغياب الحريات والحرمان من الحقوق، ولذلك، ندعوه أن يتقي الله في الشباب الذين تقوم قيادته بدفعهم للبحث عن مصادر متطرفة يعتقدون أنها تحمي عقيدتهم، و هم يرونه وأمثاله يطبلون للطغيان والانفلات الأخلاقي، ويصمتون عن المظالم والتصهين. [email protected]