21 سبتمبر 2025
تسجيلالعلاقات القطرية الكويتية تميزت خلال السنوات الأخيرة بخصوصية بالغة وشهدت تطورا واسعا، وهو ما بدا واضحا للمراقبين ويعكسه تقارب وجهات نظر البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، فضلا عن تقارب الرؤى المشتركة حول الملفات الإقليمية والدولية، ولعل الموقف الأخوي المشرف الذي التزمت به الكويت في الأزمة الخليجية الأخيرة؛ وما ترتب عليها من حصار ظالم لدولة قطر يعكس جانبا مهما من تلك العلاقات التي تسعى قيادتا البلدين إلى ترسيخها بما يتفق وآمال وطموحات الشعبين. وضمن تعزيز ودعم تلك العلاقات جاء أمس استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للوفد الكويتي الزائر برئاسة سعادة السيد خالد ناصر الروضان وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الشباب. كما استقبل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع بمناسبة زيارته للكويت. فالعلاقات القطرية -الكويتية أصيلة متجذرة، ومن فرط خصوصيتها أنها لا ترتبط بمفهوم العلاقات الدبلوماسية فقط بل تتعداها إلى ما هو أبعد؛ حيث التاريخ المشترك ووشائج القربى والنسيج الاجتماعي الواحد والمصير المشترك هي ما تجمع الشعبين قبل أي شيء آخر. لا شك أن الدور الكويتي الحكيم في الأزمة والذي تجسد في إطلاق الوساطة الكويتية لاحتواء الأزمة وتداعياتها لإنقاذ مسيرة مجلس التعاون إنما يعكس أيضا حرص القيادة الكويتية على الحفاظ على البيت الخليجي، باعتباره المعبر نحو تحقيق طموحات شعوبه، رغم ما يتعرض له من كبوات وعثرات بفعل تداعيات الأزمة المفتعلة التي دخلت شهرها الثامن. لقد حظيت الدبلوماسية الكويتية المتزنة الحكيمة المنفتحة على السعي لتجاوز الأزمات وإطفاء حرائقها، لإرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين بتقدير واحترام العالم؛ وهو ما شهدت به وسجلته إشادات كثير من العواصم العالمية بالوساطة الكويتية في أزمة الخليج .