ضد الإرهاب

مرة أخرى يستهدف الإرهاب الأعمى وأياديه الإجرامية المدنيين والأبرياء، ففي باكستان سقط امس عشرات القتلى والجرحى جراء تفجير استهدف سوقا مزدحمة في إقليم كرام القبلي شمال غرب باكستان. لا يكاد يمر يوم، إلا ونسمع أو نشاهد في وسائل الإعلام وقوع تفجير في مكان ما، يستهدف أناسا أبرياء، حيث تفشت الأفعال الإجرامية التي يرفضها الضمير الإنساني والعقل السليم، وتتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأعراف الدولية. إن قتل الأبرياء أمرٌ مخالف لكلِّ الشرائع السماوية والإنسانية، وهو عمل إجرامي أيا كان موقعه او سببه، سواء وقع ذلك في إسطنبول أو كابول أو بروكسل أوباريس أو في الرياض أو غزة. لقد ظلت دولة قطر في كل مرة، تؤكد على موقف الدولة الثابت من نبذ العنف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله، مهما كانت دوافعه ومسبباته، وهو موقف يرى أنه لا توجد أي دوافع او أسباب يمكن ان تبرر الإقدام على ارتكاب مثل هذه الأعمال الاجرامية. إن استمرار هذه الظاهرة التي ثبت أنه لا دين ولا جنسية لها، يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي لمعالجة جذورها، ووضع استراتيجية عالمية متفق عليها لمواجهتها، وعدم الاكتفاء بالحلول الأمنية العسكرية وحدها، التي لم تنجح حتى الآن في الحد من الأعمال الإرهابية. إن الشعوب في العالم تتطلع إلى تأسيس نظام دولي عادل يحفظ حقوقها، وإلى مؤسسات تعبّر عن إرادتها الحقيقية في عالم تسود فيه العدالة والأمن والسلام.