19 سبتمبر 2025

تسجيل

مستقبل الإعلام الجديد!

22 يناير 2014

هل تساعد وسائل الإعلام الجديد وإعلام المواطن في تشكيل بنية الفضاء العام ولعب دور مركزي في قيادة الحراك الديمقراطي في العالم العربي؟ وتسهم في خلق وعي تراكمي يفسح المجال للمطالبة بالإصلاح السياسي العميق، والتخلص من منظومة القيم التسلطية الحاكمة، وتقوم بتشكيل وتوجيه الرأي العام وتعبئة وتجنيد المجتمع، من أجل إنتاج ثقافة جديدة تتوافق مع الخيارات الديمقراطية الحديثة، أم أن كل هذه الأطروحات نسيج خيال خصب حالم؟!الفضاء العام أو المجال العام (public sphere) نحته الفيلسوف الألماني يورقن هابرماس، وقدمه كمصطلح عام 1962م، في كتابه الشهير «التحولات البنيوية في المجال العام»، وفيه تتطلب قضايا المجتمع جدلاً سياسياً أو اجتماعياً يتشارك فيه ويتداخل العام والخاص، بما يؤدي لتشكيل رأي عام في المجتمع نحو تلك القضية أو ذلك الموضوع.. وفي خضم هذا الجدل يصبح معيار الشرعية في القضايا هو المنطق والعقل والتبرير وليس تدرجات أو ظلال السلطة، فيتراخى دور السلطة أمام تنامي وتطور الجدل العام في موضوعات النقاش المجتمعي.الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن النسبة تصل إلى 88% من مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط تقوم باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي بشكل يومي. مركز بيو للأبحاث أشار في تقريره الأخير إلى أن مستخدمي الشبكات الاجتماعية في لبنان وتونس ومصر والأردن ما زالوا يعتمدون عليها لمناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية بمعدلات تزيد نحو مرتين على نظرائهم الغربيين. وذكر أنه حتى في الولايات المتحدة لا تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي إلا نسبة ضئيلة من السكان غالبيتهم من الطلاب والمتعلمين. ويتكرر هذا النمط في كل الأماكن الأخرى رغم أن إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت الذين لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أعلى في الولايات المتحدة وغالبية الدول الغربية منه في الشرق الأوسط.الحراك الأخير في العالم العربي "الانتفاضات والثورات"، ونحن ندخل العام الرابع منذ انطلاقته، أعاد الجدل مرة أخرى حول مفهوم المجال العالم الذي صاغه الفيلسوف الألماني هابرماس، وقد بدأ ينتشر في الفضاء العربي مقابل تدهور وتقهقر دور الإعلام التقليدي الرسمي، والدور السلبي الذي لعبه الإعلام العربي الحكومي في التضليل والخداع والكذب على الرأي العام والتشويش على القضايا والموضوعات المصيرية. ولكن لا نريد أن نتفاءل كثيرا فقد علمتنا التجارب أن كل ما يبدو ذهبا عندما يصل إلى العالم العربي يتحول إلى رماد! فهل يكون الفضاء العام حالة استثنائية، تعمر أكثر مما تدمر؟!