15 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أنَّ الأندية الجماهيرية الكبيرة في بلادنا لا يجمعها إلا التشابه في أسباب انحدار مستواها الفني الذي لا يليق بتاريخها وأمجادها. وعندما ننظر إلى نادي الريان، يهولنا الـمَصيرُ الـمُتَـوَقَّعُ للرهيب في ظلِّ التخبطات وانعدام الرؤى الواضحة لما ينبغي عمله، لِـتَـدَارُكِه قبل الهبوط لدوري الدرجة الثانية. الرهيبُ يُعاني في كلِّ الخطوط، ويحتاجُ لتغييرٍ جذريٍّ، لكن الإدارة مشغولةٌ بالبحث عن تبريراتٍ ومُبرِّراتٍ للتَّصَدُّعاتِ في القلعة الريانية، دون سعي حثيثٍ دءوب لإيجادِ حلول سليمةٍ. ورغم اقترابِ موعدِ الانتقالاتِ الشتويةِ من الانتهاء، فإننا لم نسمعْ عن مجردِ وجودِ نوايا لتطعيمِ الفريقِ بلاعبين مواطنين أو حتى التفاوض مع لاعبين أجانب محترفين.وتتخطى الـمأساةُ الريانية حدودَ جماهيرِ الرهيبِ لتَـمْـتَـدَّ إلى الحالة الكروية الوطنية، حيث إنه سيمُـثِّلُ الكرةَ القطريةَ في دوري أبطالِ آسيا، ولا ينبئ المستوى الفنيُّ الهزيلُ له إلا بنتائج كارثيةٍ، فمجموعتُه تضمُّ الاستقلالَ الإيرانيَّ والجزيرةَ الإماراتيَّ والشبابَ السعوديَّ، وجميعها فِـرَق أقوى من الفِـرَقِ المحليةِ التي عجزَ عن مجرد مجاراتها، وكانت نتائجُـهُ متواضعةً جداً في لقاءاته معها.نتمنى على القامةِ الرياضيةِ الوطنيةِ الكبيرةِ، محمد بن هَمَّام، وكبارِ الشخصياتِ الرياضيةِ التي ارتبطتْ أسماؤها بالرهيبِ، واللاعبين الكبار الذين كتبوا صفحاتٍ من الأمجادِ الوطنيةِ والريَّانيَّـةِ، كمنصور مفتاح ويونس أحمد ومبارك آل شافي ومحمد السويدي، احتضان ناديهم العريق، ومساندة الإدارةِ في وَضْـعِ إستراتيجياتٍ وخططٍ تمنعُ استمرارَ مسلسلِ التراجع، وتُسهمُ في إحياء آمال الأمةِ الريانيةِ والشارع القطريِّ كُـله.وعند حديثنا عن الأمةِ الريانيةِ، فإنَّنا نعتبُ بمرارةٍ عليها عتابَ مُحِـبٍّ لها، لأنها لا تمارسُ دورَها الـمَعهود في مؤازرة فريقها، وهَـزِّ الـملاعبِ بحضورِها الطاغي. وأتعَبَـنا الدفاعُ عنها والردُّ على مَـنْ يقولون إنَّ ارتباطَها بالرهيبِ مرتبطٌ بتحقيقِ الفوزِ تلوَ الفوزِ، ويتعطَّلُ دورُها عندما يبدأ الفريق بالتَّـعَـثُّرِ.ماذا ينتظرُ مجلس إدارةِ الريَّانِ للتَّـحَـرُّكِ السريعِ نحو تعديلِ الـمَسارِ؟ وهل هو بحاجةٍ لصَـدمَةٍ لا تليقُ باسمِ وتاريخِ وجمهورِ النادي الكبير، كالهبوط للدرجة الثانية حتى تبدأ في التَّـحَـرُّكِ.نادٍ كالريَّان ليس فريقاً فحسب، وإنما هو جزء من وعينا الكروي، وتاريخ الأمجادِ القطريةِ، ولا ينبغي التَّعامُلَ مـع اسمِـهِ إلا من خلال ذلك، فهل من مستمعٍ لأنين قلعته؟ وهل من مُـداوٍ لجِـراحٍ غائراتٍ في قلبِ كلِّ ريَّانيٍّ؟