10 سبتمبر 2025
تسجيلاُختتمت في قطر بطولة كأس العرب لكرة القدم يوم السبت الماضي في استاد البيت بالخور. وكانت بطولة ناجحة من جميع الأوجه، وأكبر العوامل الذي ساهم في نجاحها كان الحضور الجماهيري الكبير من جميع أنحاء الدول العربية. وأكبر هذه الجماهير كان الجمهور القطري الذي لم يحضر مباريات المنتخب وحسب، بل وكانت له بصمته في جميع المباريات. مما حيّر وفاجأ البعض الذين وصلوا إلى الاستنتاج بأن «شعب قطر شعب كرويّ، يعشق كرة القدم!». والحقيقة بأننا كشعب لا نعشق كرة القدم فقط، بل نعشق الرياضة بكل أنواعها وأشكالها، ولهذا نجد لكل أنواع الرياضة حضورا في قطر، ولهذا تزدحم جميع البطولات الرياضية التي تستضيفها قطر بالمشجعين والجماهير، ولهذا نحتفل باليوم الرياضي الذي يصادف الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير كل عام. لا ألوم من لا يعرف أو يتفاجأ بكون الشعب القطري شعبا محبا للرياضة وخاصة كرة القدم، فمن لا يعرف الصقر، يشويه، وصقورنا غائبة عن مباريات الأندية المحلية لكرة القدم منذ سنين طويلة. لدينا عزوف حقيقي عن حضور المباريات المحلية للأسف، رغم امتلاك الدوري القطري لمؤهلات هائلة تمكنه من أن يكون من أقوى الدوريات الآسيوية. والأسباب معروفة، فقد تم رصد بعضها في دراسة أعدتها وزارة التخطيط التنموي والإحصاء بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة الفنية المعنية بإحصاءات الرياضة في الدولة، مثل قلة اللاعبين القطريين والتفاوت في دعم الأندية وعدم تواصل الأندية مع الجماهير وسوء إدارة وضعف تسويق الأندية والفوارق الفنية بين الأندية حتى أصبحت المنافسة ضعيفة فيأتي الدوري بلا مفاجآت وبسيناريو نعرفه مسبقاً بدءا بمن سيفوز ومن سيخسر وانتهاء بمن سيهبط إلى الدرجة الثانية، وغيرها من الأسباب الكثيرة المعلومة. الشعب القطري، شعب يحب الرياضة. يحب كرة القدم. جمهور حقيقي وليس جمهور مجالس يختبئ وراء الشاشات، ولكننا أمام معضلة حقيقية تتمثل في عزوفه عن حضور مباريات الأندية المحلية، والأسباب موجودة بل وبعضها معروض في دراسة وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، ولكنها تحتاج إلى حلول واقعية ومدروسة من قبل الجهات المعنية، لتعيد الجماهير المتعطشة لحضور مباريات الأندية إلى أماكنها في الملاعب. وهذا ما نتمناه، خاصة بعد تجهيز الملاعب المونديالية الرائعة والتي ستحتضن بعض مباريات الدوري في المستقبل.