الجولة الأفريقية والرؤية الإستراتيجية

تواصل قطر الإنجازَ تلو الإنجاز والنجاحَ تلو النجاح، فبعد الاحتفال المهيب بذكرى اليوم الوطني المجيد تحت شعار (أبشروا بالعز والخير)، الذي عكس ملحمة وطنية بين القيادة والشعب. تأتي جولة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى عدد من الدول الأفريقية تشمل جمهورية غينيا كوناكري، وجمهورية مالي، وجمهورية كوت ديفوار، وجمهورية بوركينا فاسو، وجمهورية غانا. حيث سيجري سمو أمير البلاد المفدى، خلال هذه الزيارات، مباحثات مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها، تتناول تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات. وتشكل هذه الجولة لبنة أخرى في النهوض بعلاقات قطر الخارجية وتوسيع شراكتها مع جزء آخر هام من العالم، وهو القارة الإفريقية التي تعتبر من الناحية الاستراتيجية في مقدمة سلم أولويات  قطر، خصوصا أنها تأتي بعد زيارات صاحب السمو الناجحة إلى أوروبا وأمريكا وآسيا، والتي تندرج في سياق التوجه العالمي لقطر وامتداد علاقاتها بامتداد مصالح شعبها وتطلعاته إلى غدٍ أفضلَ قائمٍ على التعاون البنَّاء بين قطر ودول العالم المُحبة للسلام والخير. إن هذه الجولة وغيرَها من الزيارات التي سبقتها تؤكد للعالم أن الحصار الذي فُرض على دولة قطر ظلماً من قِبل جيرانها لم ولن يؤثر على خططها ولا على طموحاتها في الوصول إلى العلياء من أوسع أبوابها، ولذلك سارعت دول العالم المختلفة إلى عقد مزيد من علاقات التعاون والشراكة مع قطر في مختلف المجالات، لأنها تابعت ورأت أن القيادة الرشيدة والشعب القطري استطاعوا تحويل الحصار إلى انتصار، فحاصروا بذلك مَنْ يُفترض أنهم يحاصرنهم وقلبوا المعادلة لصالح قطر ومستقبلها المشرق.  سيكون لهذه الزيارة أثرها المشهود في مجالات الاقتصاد، حيث إن تلك الاتفاقيات التي سيتم توقيعها تراعي استراتيجية الدولة وخططها الجديدة، ورؤية قطر 2030 التي وضع أسسها ومعالمها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى.