11 سبتمبر 2025
تسجيلإنها مأساة العصر بكل ما تحمله الكلمة من معان، في استمرار التدمير والمجازر، تحت دوي القذائف والغارات الجوية والبراميل المتفجرة من قبل النظام السوري والطيران الروسي والميليشيا الإيرانية ووكلائها. المجزرة الكبرى الأخيرة كان أكبر ضحاياها الأطفال، ولا يزال العالم يتفرج عليها ويناشد بوقفها من قبل الأمم المتحدة والدول الغربية والعربية والإسلامية ولا مجيب! وقد كانت تلك الصورة التي انتشرت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي معبرة بعمق عن حجم المأساة وفجاعتها، وثقت لمقتل 4 أطفال أشقاء من نفس العائلة احتضنوا الموت، ورفضوا الرحيل إلا معاً، جنباً إلى جنب أيديهم متشابكة وممددة أجسادهم على الأرض! ورغم أن السكان الخائفين اضطروا إلى النوم في الشوارع بعدما قامت القوات الحكومية بطردهم من منازلهم، عرض التلفزيون الحكومي السوري صورا تروي حكاية مختلفة، إذ تُظهر من قال إنهم سكان حلب في مسيرات احتفالية بدخول الجيش إلى مناطقهم؟!وبالمقابل ورغم الحزن والأسى لا نملك إلا أن نشيد بتلك المشاعر الصادقة والحملات الإنسانية والإغاثية التي انطلقت من بعض العواصم الخليجية والعربية تعاطفا مع ما يجري في المدينة المنكوبة، والوقفة الرائعة في قرار الأمير بإلغاء كل مظاهر الاحتفال في اليوم الوطني للدولة؛ تضامنا مع نكبة المدنيين في حلب السورية والالتزام من قبل الحكومة والمؤسسات القطرية الخيرية والثقافية والاجتماعية في تكريس فعاليات اليوم الوطني للدولة لنصرة وإغاثة المدنيين في حلب، الذين خضعوا لحصار مرير وقصف عنيف قبل تهجيرهم من ديارهم. وإطلاق الحملات الواسعة ووضع الصناديق لجمع التبرعات في الأسواق والمجمعات والأماكن العامة. وتلك الهبة التي تابعناها جميعا في درب الساعي "حلب لبيه" والإقبال الكبير من قبل المواطنين والمقيمين الذين هبوا لعمل الخير، إلى جانب جهات حكومية وخاصة، حيث تعاضد الجميع للتأكيد على اللحمة الإنسانية بين أبناء العالم العربي. ووصلت قيمة التبرعات التي تم جمعها إلى 245 مليون ريال قطري، وعشرة ملايين من التبرعات العينية أي ما يعادل (70 مليون دولار) خلال خمس ساعات. بالإضافة الى مشاركتنا وحضورنا الفعاليات المتنوعة التي قدمها فنانون وشعراء قطريون، في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا. مأساة حلب تؤكد الفرق الكبير بين تلك الزمرة التي تتحالف لأجل القتل والتدمير وتلك الجماعة التي تتكاتف من اجل نصرة الإنسان!