11 سبتمبر 2025

تسجيل

الفتنة الزرقاء

21 ديسمبر 2016

هذه الأيام أسافر كثيرا عبر الفضاء، فهذه الأرض لم تعد مكانا مثاليا للسكنى، وانا أرى هذه الوحشية كل يوم، ومذابح النساء والأطفال التي لا تتوقف، فلسطين، حلب، والقائمة تطول، لذلك قررت استكشاف كواكب جديدة.على بعد سنتين ضوئيتين، خذ أول لفة بعد الثقب الأسود الخامس، الذي يقع شرق مجرة درب التبانة، ستجد هناك نجم صغير، يسميه علماء الفلك "القزم الأحمر"، ساكن وبارد، بعد "القزم الأحمر" بسنتين ضوئيتين، سترى نجما صغيرا كشمسنا، يسبح في الفضاء، وحول هذا الشمس كوكب يشبه أرضنا في كل شيء، يسميه أهله، كوكب "البريق".يعيش على هذا الكوكب ثلاثة أعراق مختلفة، لكل عرق لون يميزه، وحيوان يقدسونه، يتصدر المشهد على الكوكب العرق الأزرق، والعرق الأخضر، فهما يتبادلان السيطرة عبر مختلف مراحل التاريخ، قديما جدا كان ينافسهم العرق الأحمر، لكنه الان ومنذ ٢٠٠ سنة أصبح خارج المنافسة، تماما.في اجتماع سري ضم كبار قادة العرق الأزرق، قال أبو نجمة الأزرقي: ثمة محاولات للتحالف بين جماعة الخضر وبني الأحمر، لا ينبغي لهذا الحلف أن يتم، فلو تم، سنفقد السيطرة على الكوكب تماما، وربما رجعنا للوراء قرونا!!.رد عليه قائد الجند، وعيناه تشعان بالأشعة فوق البنفسجية: قنبلة إشعاعية واحدة تخلصنا منهم جميعا، ونرتاح من هذا الصداع المستمر، وسنكون ... لم يدعه الأزرقي يكمل كلامه، بل صرخ فيه: هذه القنبلة تضعها في مخازنك وتغلق عليها الباب، لو لوثت أرضهم بالإشعاع فكيف نستفيد من خيراتهم، وموارد طاقتهم، وأراضيهم الخصبة، يجب أن يبقوا أحياء، سالمين، لكن خاضعين لنا.عندها، انبرى للحديث شاب وسيم، كانت زرقته تميل للون الفاتح، وتبدو ملامح الذكاء والنجابة على وجهه، ومنذ فترة تم تجنيده للعمل في جهاز المخابرات، لذكائه، ونجابته، ولما يملكه من معرفة وسعة اطلاع بحال الكوكب وثقافته، قال رجل المخابرات بهدوء: الحل عندي أيها الأزرقي، وقد بدأت التنفيذ منذ أمد؟- ما هو الحل ؟- المنظمات المقاتلة المقدسة!فغر الأزرقي فاه، وصمت الجميع، وحده رجل المخابرات تكلم: تم تكليف زميل بالمخابرات، صبغ نفسه بالأخضر، بتأسيس جماعة دينية مقاتلة خضراء، وزميل آخر بتأسيس منظمة أخرى حمراء، بعد أن صبغ نفسه بالأحمر، حيث يقومان بتجنيد الحمقى، والجهلة ورجال العصابات، والخونة من أصحاب المصالح معنا!.تعجب الأزرقي، ثم سأل: وما هي فائدة تأسيس مثل هذه المنظمات ؟!.تابع رجل المخابرات حديثه: تعرفون أن جماعة الخضر، وبني الأحمر، يعبدون نجم الدب، ويقدسون السنجاب، لكن بينهم خلافات عميقة في فهم الدين، وأيضا في السياسة والحكم، الحروب بينهم لم تتوقف منذ قرون، ما جعلهم يتوقفون عن قتل بعضهم البعض، هو حربهم مع مملكة الأزارقة!.وهكذا قرر الأزرقي، وقائد الجند الأزرق، ورجل المخابرات، أن يعيدوا الحرب جذعة بين جماعة الخضر وبني الأحمر، فظهرت في وسائل الإعلام تصريحات منظمة المد الأخضر، المعادية لكل ما هو أحمر، ومتجاهلة العدو الأزرق الحقيقي.وبالتزامن ظهرت المنظمة الحمراء المقدسة، التي أسستها مخابرات مملكة الأزرق، ثم بدأت سلسلة تفجيرات في مناطق بني الأحمر، وأخرى في المناطق الخضراء، واشتعلت الفتنة في كل الكوكب.