14 سبتمبر 2025
تسجيلاقتناء الكتب وتكوين المكتبات، كانت في الماضي من الهوايات المنتشرة جدا وسط أجيال تربت على حب القراءة، أو لنقل على حب الكتب، وتعتبر وجود مكتبة في البيت، إحدى الضرورات الكبرى، تماما كالبراد وجهاز التليفون والتلفزيون. كانت المكتبة في الغالب، تحتل مكانا مميزا في صالون البيت، وربما يكون لها فروع في الصالة الخارجية، أو إحدى الغرف الخالية عادة، وأذكر أنه كانت لدينا مكتبة تكونت بهذا الشكل وبقيت مميزة، وتغشاها الكتب في كل مرة، تسنح باقتناء كتب، خاصة أن المكتبات التي تبيع الكتب في المدينة، كانت غنية بكل ما يمكن أن يطمح القراء لاقتنائه.السؤال هنا، هل يمكن قراءة كل الكتب التي توجد في مكتبة منزلية؟ بالطبع لا أحد يستطيع قراءة كل ما تحتويه مكتبته، هذا أمر مستحيل. هناك كتب تبقى شاهرة جاذبيتها لقراءتها مرات ومرات، وكتب أخرى بلا جاذبية، ومن الصعب قراءتها حتى مرة واحدة، لكنها تبقى موجودة في المكتبة، ويمكن أن يحتاج إليها المرء في يوم ما. وشخصيا، أحيانا يعجبني عنوان ما، وأشتري الكتاب لأكتشف فراغه أو عدم وجود فن بداخله وأتركه، وأحيانا أقرأ عن أعمال معينة وأكون شغوفا لاقتنائها، وقراءتها مرات، ولدي بالطبع كتاب مفضلون وكتب مفضلة يمكن أن لا أمل إعادة قراءتها. وحقيقة لا أذكر كم مرة أعدت قراءة رواية ماركيز: الحب في زمن الكوليرا، فهي من كتبي المفضلة، أيضا رواية ايرنديرا الغانية، أو الضحية لماركيز نفسه، وكتب أخرى أحبها جدا مثل: تاريخ القراءة لألبرتو مانغويل، والمخطوط القرمزي والوله التركي لأنطونيو غالا، ودائما ما أعيد قراءة السير الذاتية خاصة سير الكتاب، مثل كتاب بدون توقف، سيرة الأمريكي بول بولز الذي عاش في طنجة معظم حياته، فهي سيرة غنية وفيها الكثير، وهناك كتاب ألوان أخرى لأورهان باموق الذي يحتوي على مقالات مهمة عن سيرة حياته الإبداعية، وآرائه في زملائه الكتاب ممن سبقوه أو كانوا من نفس جيله. كتب عديدة، أحبها وأستمتع بقراءتها وإعادة قراءتها.