15 سبتمبر 2025

تسجيل

وجعكِ يا غزة

21 نوفمبر 2012

هناك شيء من المرار يلجم رغبتي في الكتابة وفي ممارسة حياتي بطبيعية، شيء أشبه بالغصة التي تقف على أعلى مجرى الأنفاس حين تغرس قرارها بالأذى، وتقف على رأس صباحي وتخنقه باكتئاب لا ينفك.. إنه العجز.. إنه الألم.. ألم يشعرني بالذنب لمحاولتي مواصلة حياتي دون التوقف كما يفعل الآخرون، ألم غير طعم كل شيء إلى علقم لم تخدعه قهوة أمي الطيبة في كل صباح.. أيعقل أن نستمر بالحياة غير آبهين بما يحدث حولنا، نأكل ونشرب ونتسوق ونضحك وننام ونتابع الأفلام، ونشجع الكرة ونتابع تحليلاتها ونحن مستلقون في راحة واطمئنان دون أدنى مشاعر بالاهتمام بالطرف الآخر منا!! بأحد أجزاء أمتنا! التي تنخر عظامها سوسة خبيثة بلا هوادة ولا رحمة ولا شفقة!! في إبادة بربرية جشعة.. كم نحن قساة وبليدو المشاعر!!!! يا إلهي غزة تغتال ونحن على الأرائك نتمدد ونسترخي ونأكل المستورد الصهيوني المتأمرك بضمير راضٍ وبارد!!، يا الهي بكت غزة فجمعنا القليل ورميناه لأجساد جفت حلوقها من الخوف والبكاء والعويل والظمأ!! فهل تسامحنا على جشعنا!! وضعفنا! وعجزنا!!!. يا الهي لم تحرك أشلاء الأطفال الممزقة ولا بقايا النساء المستورات الطاهرات ضمير الأمة والعالم!! ما زالت هناك مشاورات ومواعيد وخطابات واستنكارات لن تنتهي وإن انتهت غزة وتلتها القدس وسوريا بكل ما فيها من ضعاف ومساكين وآمنين!!! رحماك يارب هل ترحمنا من سؤالنا عنهم!! لا يوجد شيء ندافع به عن أنفسنا!! فلا تأخذنا بجبننا يا الله!! اتكلم بعاطفة، نعم أفعل ذلك، فلست محللة سياسية ولا باحثة قانونية ولا رئيسة لكوكب ما، أنا انسانة بسيطة، صدمت في انسانيتها، وعليها تقبل أنها لا تستطيع التحول إلى شيء آخر، لا يحمل إثم الإنسانية، أنا امرأة غاضبة أحرقها ظلم غزة!! كيف تريدون مني أن أعبر عن جرحٍ بتر آخر امالي في أمتي؟! كيف تريدون مني ان أتناسى ضعفي أمام أكوام اللحم المكدسة في قبور لا تتسع لها؟!. اعذروني فلم يعد لدي أمل لأفكر بعقلي من جديد، فحسابات السياسة أعقد من فهمي. حتى الآن مازالت اسرائيل تواقح بتصرفاتها العنجهية، حتى الآن لا يوجد رد عربي قاسٍ، حتى الآن مازال حمام الدم يجتاح غزة! حتى الآن مازلنا نشتري ونأكل ونلبس ما نمول به أسلحة اسرائيل! حتى الآن ما زال العالم يتفرج! حتى الآن مازالت اسرائيل على حق!!! وحتى الآن نكتب البيانات!! يالفاجعتنا يا أمتي! هنا توقف مداد حزني.... إطلالة صغيرة.... *شكراً لمن اتخذ قرار إلغاء مسابقة (عرب ايدل) من كل قلبي. * أين المقاطعة يا مسلمون للمنتجات التي تمول ابادة أهل غزة؟ ابحثوا في الانترنت عنها واسألوا ضمائركم ماذا فعلتم! قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.... إلى سيدي حضرة أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني صاحب العقل والقلب الصادقين، كنت شجاعاً لأنك قمت بزيارة غزة، كنت قوياً لأنك إنسان نقي وواضح، أناشدك بما أعرفه عن حنكتك وشهامتك وقيادتك أن تنقذ أطفال ونساء غزة كما عهدنا منك الشجاعة، لقد جعلت من قطر نقطة ارتكاز ووجهت أنظار العالم إليها، ولن تعجز بإرادتك الفذة في جعلها منبعاً لسلام جديد، سلام تحت أعين وأيدٍ أمينة..