14 سبتمبر 2025
تسجيلخلصت اتفاقية «توتال الفرنسية» مع شركة «قطر للبترول» الى تطوير حقل نفط الخليج البحري لمدة خمس وعشرين سنة أي إلى عام 2027، وتلا ذلك إعلان وكالة الطاقة الدولية أن الولايات المتحدة وهي أكبر مستهلك للطاقة من الخليج العربي، ستكون أكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2020 وأكبر منتج للغاز في 2015 وسوف تكتفي ذاتيا في مجال الطاقة بحلول عام 2035.الشعوب في الخليج لم تستوعب بعد هذه الإشارات وآثارها وتبعيتها إلا بعد أن تصحو يوما على كارثة بين ليلة وضحاها تتغير معها كل الأنماط الحياة التي اعتمدوها كسبل للعيش اليومي. «المرض الهولندي» (Dutch Disease)، تعبير يستخدم على الصعيد الدولي لكي يصف حالة الكسل والتراخي المعيشي والوظيفي الذي أصاب الشعب الهولندي في النصف الأول من القرن الماضي 1900 — 1950، بعد اكتشاف النفط والغاز الطبيعي، حيث توجه الشعب للترف والراحة واستلطف الإنفاق الاستهلاكي المفرط، لكنه دفع ضريبة هذا الوضع القاتل بعد أن أفاق على حقيقة نضوب الآبار التي استنزفها باستهلاكه غير المنتج فذهبت تسميتها في التاريخ الاقتصادي بالمرض الهولندي وهو مرض مُعدٍ نرى إفرازاته في كل دول الخليج بلا استثناء والاختلاف يكمن في الدرجة والانتشار حيث يزيد في الإمارات وقطر والكويت والسعودية ويقل في البحرين وعمان.ربما لن تحتاج الولايات المتحدة إلى نفط الخليج مستقبلا، ويقبل عليه اللاعبون الجدد في الصين على سبيل المثال والهند، ولكن المؤكد أن الحال بعد ثلاثة عقود سيكون مختلفا فالأسعار لن تبقى مرتفعة كما هو حاصل اليوم عند الــ100 دولار أمريكي،، وقد تصل إلى مستويات متدنية جدا، كما أن وضعنا الاقتصادي واعتمادنا سيتأثر ويتآكل مع مرور الزمن مع عدم وجود بدائل يتم الاعتماد عليها كبديل حقيقي للنفط والغاز. السيناريو الأسوأ أن يحصل كساد في العالم يسقط معه سوق النفط ومشتقاته وهو احد السيناريوهات التي يقوم بتجاهلها الكثير من المحسوبين علينا، فهل نحن مستعدون لمواجهة كل هذه التحديات غدا وليس بعد 30 سنة؟!