هموم عربية

لا شك بأن الأمين العام لجامعة الدول العربية من المفروض أنه يمثل العالم العربي برمته ويكون له دور فاعل ومؤثر في مجمل القضايا العربية البينية أو مع الدول الأخرى، لكن هذا الأمين العام الحالي لم يكن له دور بالمرة ولم يمثل سوى بلاده وبعض الدول التي تُملي عليه ما يفعل فلا يتصرف من تلقاء نفسه وإنما بأوامر مباشرة منها، مما يجعله فاقد الشرعية في نظر الشعوب العربية. فهو كما يقال لا يهش ولا ينش، فهذا الأمين لم يتحرك في ظل هذه الأزمات والمشاكل التي تعصف بالعالم العربي نحو المجهول. ولم يقم بوقف تصرفات بعض الدول العربية العبثية بل لم يقدم لهم حتى النصيحة ليكفوا آذاهم عن الدول العربية الأخرى من التدخل في شؤونها الداخلية، وفرض عليها حكومات ومسؤولين موالين لهم لتنفيذ سياساتهم الغريبة والعجيبة التي قطعت أوصال العالم العربي وزرعت العداوات المختلفة بين الشعوب وحكوماتهم وبين الشعوب والشعوب. فهذا الأمين قد ترك الحبل على الغارب لهم حتى تمادوا كثيراً في غيّهم فإذا لم يتحرك في مثل هذه الظروف البالغة الخطورة والدقة فبالله عليكم متى سوف يتحرك وكم كنا نتمنى أن نرى من الجامعة العربية شيئا يُذكر، فلم تذكر الشعوب العربية منها عبر مسيرتها الطويلة اى شيء يصب في مصلحة الدول والشعوب العربية، فهي كجثث الفراعنة مازالت محنطة في قبورها وسوف تبقى كذلك إلى يوم الدين. والعالم العربي لن ينعم بالأمن والأمان مادام بعض المسؤولين العرب بيدهم السلطة والثروة فسوف يبقون عامل توتر كالمرض العضال الذي لا يوجد دواء ناجع له ويبعث السقم والألم والعجز في الجسد العربي ويضيع مقدرات الأمة والشعوب الاقتصادية في تخريب كل ما هو جميل في العالم العربي. [email protected]