13 سبتمبر 2025

تسجيل

الشاعر نجماً

21 أكتوبر 2015

جدلٌ وسجال بين كثير من المهتمّين؛ أثارته استضافة الشاعر المصري هشام الجخ في برنامج منوّعات يستقبل مشاهير الفنّ في العادة، بدعوى أن الشاعر المذكور سارق وضعيف الموهبة.يثير موضوع الشاعر الأول في البلاد العربية إشكالية كبيرة، رغم كساد بضاعة الشعر في الحياة، وعلى مستوى الفنون عموماً، فلا اتفاقَ على شاعر العرب الأوّل، ولا حتى على مستوى الأقطار العربية، ومن الصعب ردّ هذا الإقرار إلى أسباب فنيّة بغض النظر عن الجانب الإيديولوجي أو حتى الشخصي.رغم أنّ كثيراً من المبادرات التنافسية حاولت الإشارة إلى شعراء بعينهم، ولكنّ كثرة المسابقات نثرت صورة البطل الإبداعي بين الشعراء، فالبرنامج الأثير أمير الشعراء استطاع لفت الانتباه لموسمين ولكنّه ولأسباب الربح ضيّع الهدف الحقيقي للبرنامج، وبات أمير الشعراء من يفوز بأصوات مشتراة، ولا يتذكر المتابع أسماء الفائزين بالجائزة مؤخراً، وبرغم أن الجخّ شارك في المسابقة ولمع اسمه فيها، بقصيدة منبرية مثيرة لا تخلو من كسور وزنية ولكنّ نزوعها الانتقادي لحال الأمة ومسرحة القصيدة بأداء الشاعر جعلها من أكثر النصوص مشاهدة على اليوتيوب. لكنّ المتابع العارف يدرك ضعف الرجل في بناء جملته الشعرية، وليس هذا مربط الفرس، فشهرة الرجل تأتي من تألقه في الشعر الشعبي الذي خاض في أنواعه، ولكنّ حظّه السيئ قاده إلى اقتراف الذنب الذي لايُغفر بسرقة بعض مربعات الواو، وهو قصيد شعبي يهتمّ بالجناس ويُنظم على البحر المجتثّ، ومن سوء حظّه أنه اكتشف سريعاً.تمتاز برامج المنوّعات في محطّات الترفيه العربيّة بقدرتها على جذب شرائح كبيرة من المتفرّجين أسهم تسطيح الوعي -من سمات العولمة عند الجابري- على استسلامهم لبرامج خفيفة الدسم، مفرّغة من المحتوى الفكري والسياسي، وتلامس ما يلبّي فضول الناس، وهذا ما وجده البرنامج في شاعر (حالة) في موقفه السياسي، وقصيدته الشعبية التي تعزف على هموم الإنسان العادي.لكنّ مثل هذه البرامج لا تستضيف الشاعر على أنه شاعر، تناقشه في موقفه من الحداثة والتجديد والأصالة والترجمة، ولكنّها استضافت فيه (الحالة) التي استطاعت جذب كثير من الناس، ولو لبعض الوقت.