29 أكتوبر 2025

تسجيل

المأساة المستمرة!

21 أكتوبر 2015

لا تكاد تخلو وسيلة إعلامية محلية أو دولية من الاخبار والمآسي التي ابتلي فيها الانسان في العالم العربي من مشرقه الى مغربه! التفجيرات والقتل والذبح والقصف، أخبار يومية خصوصا في العراق وسوريا تقابلها طوابير اللاجئين التائهين و الهاربين في قوارب تصارع أمواج البحار الهائجة او شاحنات متنقلة الى معابر الحدود العربية من الاردن الى لبنان وصولا الى تركيا واليونان وعبورا الى أوروبا. لماذا يهرب السوري من وطنه وأرضه وبيته وأهله؟ ما هو تعريف الوطن ومن هو المواطن في الدول القمعية الاستبدادية! كيف يواجه البطش والقتل والعنف المفرط و القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة والفتاكة بجميع أنواعها بما فيها الأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً. لماذا يبقى في وطن سقط فيه مئات الآلاف من القتلى الابرياء وهاجر منه ملايين الضحايا وفيه الخراب و الدمار ضرب المدن والقرى والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والخدمية ودمرت البنية التحتية، وتوقفت الخدمات العامة وشل الاقتصاد وحركة التجارة، وتجاوزت نسبة البطالة أكثر من 90%. ولماذا لا يهاجر وعلى ارضه يحارب النظام والشبيحة ودول عربية وغربية وآسيوية والمتطرفون والارهابون و المرتزقة والميلشيات وأحزاب داخلية و خارجية منها الذي يدعي الصلة بالله او تلك التي لا تنكر ارتباطها بالشياطين! يشير أرسطو في مقولة له إلى ان الغاية النهائية للطاغية كي يحتفظ بعرشه هي تدمير روح المواطنين وجعلهم عاجزين عن فعل أي شيء إيجابي؟! ان المأساة في العالم العربي لا تشمل السوريين حصرا، صحيفة الوشنطن بوست رصدت في تقريرها الاخير مجموعة من الجنسيات العراقية والمصرية والصومالية واللبنانية والليبية و المغربية يطرقون ابواب الهجرة ويتدفقون على الحدود الأوروبية خصوصا بعد موافقة الاتحاد الاوروبي على إعادة توطين، واستقبال 120 ألف طالب لجوء، مدعين انهم لاجئون سوريون لا يملكون أوراقاً ثبوتية بسبب ظروف الحرب، وهروبهم من سورية تحت القصف! لماذا يهرب هؤلاء الى عالم الغرب الكافر ويتركون عالم الشرق المؤمن؟ هناك مقولة تنسب لعالم الدين السوري الشيخ ابن تيمية تشير الى ان الله ينصر الدولة العادلة ان كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة لو كانت مسلمة.