12 سبتمبر 2025

تسجيل

العملية التعليمية وإلى أين ستصل بنا؟

21 أكتوبر 2014

لا شيء يمكن بأن يشغل هذا اليوم الذي نعيشه وكل يوم نعيشه سواه ذاك الغد، الذي نفكر فيه، نخطط له، وننفذ ما يمكننا تنفيذه متى وجدنا المَنفذ المناسب إليه، وهو ذاك الذي ندرك تماماً بأنه ما سيأخذنا؛ ليصل بنا نحو ما نريده فعلاً وبحسب ما ستمنحه المعطيات المتوافرة، وبما أن ما يشغلنا؛ لنفكر فيه رغماً عنا هو (الغد)، فلاشك بأنه ما يحمل بين طياته ما يستحق منا الوقوف عليه؛ لتناوله وإن كان ذلك من زاوية لاشك سنتفق عليها حتى وإن اختلف الطرح، الذي يسرني بأن أبادر به؛ حرصاً مني على (الغد المُأمول) الذي نُعلق على رقبته الكثير من الآمال، التي لا يمكن بأن ترى النور ما لم يكن التكاتف من قِبل الجميع وبصورةٍ جدية لا تعرف للتهاون شكلاً، ويسرنا بأن تبدأ وتنطلق من هنا فإليكم. حقيقة فإن موضوع الغد الذي يشغل اليوم وكل يوم هو موضوع (العملية التعليمية) الذي صار محط تناول وتداول الكثير من الأقلام وذلك؛ لأن المخرجات التي سنخرج بها وستُغرق المجتمع فيما بعد هي تلك التي تُثير الرعب والكثير من الخوف في النفوس الواعية والمُدركة لحقيقتها الهشة، التي قد لا تغلب عليها كلها، ولكنها تُهدد بذلك؛ لذا لا تكاد صحفات الصحف اليومية تنتهي من طرح هذا الموضوع حتى؛ لتعاود الكرة من جديد وعلى مدار العام الدراسي؛ كي تدرسه وبضمير وذلك؛ بحثاً من أهل الوعي عن حل جذري يُخلصنا من تلك الأضرار التي لن تقع على رأس أحدهم فقط ولكن على رأس الجميع وإن كان ذلك على المدى البعيد، الذي يميل البعض إلى تجاهله؛ نظراً لبعده الذي ولربما لن تمتد الحياة؛ كي تصل به وبالآخرين إلى هناك، مما يعني وبكلمات أخرى أن الضرر وإن لم يقع عليه فهو لم يقع أصلاً، وهو ما يُبرر فتور الحماس، والميل إلى تقديم الحلول المؤقتة ذات المفعول الذي لا يعيش إلا للحظات ما إن تنتهي حتى؛ لترتفع الحمى من جديد، ونجري في كل اتجاه بحثاً عن مُخفض سينخض معه مستوى الأداء، وسنتعرض بسببه لصدام شديد سننشغل به بدلاً من الانشغال بالموضوع الحقيقي ألا وهو (العملية التعليمية) وما سنصل إليه بفضلها. منذ أيام وتحديداً مع إطلالة هذا الأسبوع تفردت جريدتي الحبيبة (الشرق) بنشر مقالات سلطت الضوء على العملية التعليمية ومخرجاتها، جاءت كل واحدة منها على هوى كاتبها، ولكنها انصبت وفي الأخير في ذات القالب الذي لازال يفيض بما فيه، والدليل على ذلك أني أتحدث عن ذات الموضوع في هذا اليوم، الذي سيلحق بمن سبق وسيلحق به من سيعقبني؛ متعقباً هذا الموضوع، الذي صارت الفرائص ترتعد من نتائجه، مع العلم أنها أي تلك النتائج لن تختص بطرف واحد فقط، ولكنها ما ستشمل الجميع فنحن نتحدث عن الطالب من جهة، والمعلم من جهة، والإدارة التي ومن الطبيعي بأن تهتم بالطرف الأول والثاني وذلك بإيجاد الحلول الناجعة لهما، ولكنها وللأسف قد صارت (والأمر ينطبق على البعض) كمصدر إزعاج يُثير القلق أكثر، ويجعل موضوع (العملية التعليمية) ضائعا بين الجميع من شدة الشد والجذب، حتى أصبح كخرقة تمزقت أطرافها؛ لنصبح بذلك مع هم جديد سيكبر أكثر، مما يعني أن موضوعنا أي (العملية التعليمية) قد صار كـ (كرة) تدور فيما بينهم بعيداً عن مرمى الهدف، حتى وصلنا لمرحلة يمكننا القول فيها بأن العام الدراسي سيطبق صفحته والهموم هي كما هي، والثمار التي نأمل بأن نخرج بها من الطلاب كما هي أيضاً (دون أن نبخس المجتهد حقه)، ولكن الحديث قد كان؛ لنصل به إلى ضرورة مد المجتمع وتغذيته بشريحة متمكنة وقادرة على استلام زمام الأمور يوم غد، مما يعني أننا قد عدنا إلى نقطة البداية حيث بدأت حديثي بالتطرق إلى (الغد) من اليوم. حقيقة فإن موضوع العملية التعليمية قد صار متشعباً وبشراسة؛ لذا حتى وإن غذيناه بصفحاتنا الصحافية فلن يشبع؛ لأنه يعني ويمس العديد من الأطراف، التي تعني سلامتها ونجاتها سلامة ثمار العملية التعليمية التي ومن حقها علينا بأن تنضج جيداً وذلك بمساعدتنا لها من خلال توفير البيئة المناسبة والمُحفزة على ذلك، والتي يشترط بها أولاً غرس الطاقات الصالحة للعمل، وإبعاد تلك الفاسدة التي تعبث كما يحلو لها ودون حسيب أو رقيب هنا وهناك، وما أعنيه بالإشارة إلى هنا وهناك أي تلك الطاقات التي تعمل وبضمير (ميت)؛ لتحقيق المصالح الشخصية، التي تأتي قبل كل وأي شيء أما ما هو بعدها فسيكون للطوفان، وهي تلك تستحق انتزاعها من جذورها والتخلص منها تماماً؛ لغرس طاقات أخرى تليق بأهدافنا السامية التي يعني تحقيقنا لها بأننا سنرتقي وسنقدم للعالم جديداً بجودة عالية لا مثيل لها، وهو ما لن يتطلب تحقيقه ما قد سبق ذكره وحده (فقط)، ولكن تحمل كل من يُعرف بـ (مسؤول) لكل مسؤولياته التي يعرفها ولا يعرفها سواه بجدية تامة ستقطع الطريق على كل من ستسول له نفسه فعل ما يريد كما يريد على حساب الغد الذي لابد وأن نفكر به من اليوم. وأخيراً. هي أيام فقط تلك التي تفصلنا عن عام هجري جديد يُذكرنا بجهود المعلم الأول حبيبنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم، ويكفي بأن نقتدي بهذا المثال العظيم، ونهتدي بكل ما قد قدمه للبشرية وذلك بالسير على نهجه حتى نحقق ما نريده وفي أي مجال نريد، وإلى هنا، يسرني بأن أقولها لكم جميعاً: كل عام وأمة محمد عليه الصلاة والسلام بألف خير.