16 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمة تفخر بإنجازات المقاومة !

21 أكتوبر 2011

صفقة تبادل الأسرى انتصار للأمة الإسلامية التي تفخر بإنجازات حماس وكتائب عز الدين القسام . من حقنا أن نفرح ونفخر ونطلق لخيالنا العنان ، فأضواء انتصارات عظيمة لأمتنا تلوح في الأفق . كان أحد الأسرى قد أخرج رأسه ويده من نافذة الحافلة فممدت يدي لأصافحه ، نسيت أنني أشاهده على شاشة التلفزيون ، بعد لحظات شعرت أنني صافحته وعانقته بقلبي وعقلي وخيالي . حمدت الله وشكرته على سلامة أخي .. نعم إنه أخي .. فجاة أدخل يده ورأسه .. لماذا يا أخي ؟أريد أن أنظر إلى عينيك لأقرأ في ضوئهما بشائر نصر طال انتظاره ، ومعاناة سنين ، ودقات قلب واشواق ضمير في ظلام الزنازين . أسرانا أيها السادة كانوا يقدمون تجربة متميزة في الصبر والجهاد والإباء والإصرار وعشق الوطن . وإسرائيل لم تحترم حقوق أسرانا ، وارتكبت جرائم تاريخية ضد مقاتلين من أجل الحرية . هؤلاء الأسرى أصدرت ضدهم محاكم إسرائيلية أحكاماً بالسجن لمدد طويلة ، وبذلك انتهكت القانون الدولي والأعراف الإنسانية التي لاتجيز إصدار أحكام على الأسرى أو تعريضهم لأي نوع من الإيذاء والقهر . وإسرائيل ارتكبت جرائم تعذيب ضد أسرانا بشكل مباشر أو غير مباشر ، وتعرضت أسرهم للكثير من أشكال المعاناة للحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية بزيارتهم . والولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ، ارتفع يوماً لها صوت يندد بالجرائم الإسرائيلية ضد أسرانا ... وهذا دليل على الكذب والنفاق ، فلا يمكن لمن يدافع عن الحرية أن يتجاهل أسرانا الذين قاتلوا من أجل حرية وطنهم . أما الحكام العرب فكانوا مشغولين بقهر شعوبهم ، ولم يكن لديهم وقت ليتذكروا الآلاف من الاسرى ، ومن فضل الله علينا أن اولئك الحكام الطغاة لم ينالوا شرف الدفاع عن الأسرى . والسلطة الفلسطينية ظلت لسنوات طويلة تتفاوض مع إسرائيل وتقدم التنازلات ولم يتذكر وفدها المفاوض أبطال فلسطين الصابرين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية ، لأن ذلك الوفد والسلطة لا يستحقون شرف الدفاع عن الأسرى أو الحديث باسمهم. عدت انتظر أن يخرج أخي رأسه ويده مرة أخرى من نافذة الحافلة .. أخي أنا أحتاج أن أنظر إلى عينيك لأنني أحب الحرية . أخى أنا مضطر أن أذهب إلى الجامعة لحضور اجتماع مهم وأحتاج أن أرى عينيك لكن إلى متى أنتظر .. وبالقرب من الباب نظرت في المرآه فاكتشفت أن هناك تشابهاً في قسمات الوجه وسمرة البشرة .. وشعرت بالفخر بهذا التشابه . عربي أنا مثلك وأبي وأحب فلسطين كما أحب مصر وبلاد الحجاز والشام والعراق والمغرب ووجهي يشبه وجهك فانظر إلي ، ودعني أتعلم منهما قوة الإرادة والعزم والتصميم . أريد أن أبشرك يا أخي قبل أن أمضي إلى عملي أننا في مصر قد قمنا بثورة عظيمة ستغير الواقع العالمي كله ، كما انتصر إخواننا في ليبيا وتونس ، ومازال الثوار في اليمن وسوريا يجاهدون لتحرير وطنهم من الاستبداد . لم تغب صورة أخي الأسير عن الخيال والبصيرة والقلب طوال الطريق .. وعندما عدت في المساء كان خالد مشعل يخطب . إنه فارس وسيم فصيح جاء من عصر الفتوحات الإسلامية وعبر القرون إلى عصرنا . لعل جده كان بين الجنود الذين حرروا فلسطين من الاحتلال الروماني ووقفوا يعبدون الله في مسجدها الأقصى ، وكانوا يأكلون خبزاً جافاً وهم يحتفلون بالنصر . هتف القلب فجأة : وجدي أيضاً يا خالد كان معهم .. لذلك أنت أخي وبيننا ما هو أقوى من روابط الدم والنسب . وجهك يا خالد يضيء بنور الانتصار .. وكلماتك تخرج قوية ومؤثرة ومقنعة وتدخل القلب مباشرة وأنت تتحدث باسم كل المقاتلين من أجل الحرية في يوم فرح بتحرير أكثر من ألف من أسرانا . من يريد أيها السادة أن يتعلم فن القيادة فليجلس أمام خالد مشعل كتلميذ يحترم مقام الأستاذية ، وقد فعلت ذلك فجلست أتعلم ثم شعرت بالفخر أن ذلك القائد هو ابن شرعي للحضارة الإسلامية ، وهو يمثل المقاومة بكل ثقافتها وتقاليدها الحضارية . ويبدو أنني كعربي أختزن حب الفخر في النفس من زمن البطولة والحضارة والفتوح فشعرت أنني فخور بكل تاريخ المقاومة الفلسطينية وبكتائب عز الدين القسام التي أسرت شاليط وحررت أسرانا وأعطتنا الفرصة لنفرح ونفخر . والطريق إلى التحرير طويل لذلك أحتاج إلى صحبتك يا خالد وإلى صحبة أخي الأسير الذي أخشى أن يكون قد غضب مني فأدخل رأسه ويده من نافذة الحافلة . حسناً .. أشعر أنني سألقاك يوماً على باب المسجد الأقصى .. وترقرق الدمع في عيون تشتاق لذلك اليوم .