10 سبتمبر 2025
تسجيلقبل أيام قلائل نظمت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بدولة قطر وعلى مدار يومين أعمال النسخة الأولى من "المنتدى الوطني لحقوق الإنسان" والذي سيكون ضمن استراتيجية لجنة حقوق الإنسان السنوية، وسيناقش في كل عام واحدة من القضايا التي تؤسس لحماية حقوق الإنسان وصون كرامته، ومن بين التوصيات التي صدرت من هذا المنتدى استمرار جهود التثقيف والتوعية الوقائية التي تبذلها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية، فضلاً عن الاستعانة بالمثقفين وقادة الرأي، بهدف حفظ النظام العام، وضمان استجابة وطنية داعمة لمونديال قطر 2022، قائمة على قاعدة مراعاة التنوع الثقافي للجمهور، واحترام الخصوصية المجتمعية والثقافية القطرية، كما شملت التوصيات أيضا ضرورة تكثيف جهود التعريف بأحكام قانون تدابير استضافة كأس العالم رقم 10 لسنة 2021، بوصفه أداة تشريعية خاصة لحفظ النظام العام خلال فترة انعقاد المونديال، وضرورة دمج الحق في الرياضة ضمن مقررات حقوق الإنسان في الكليات المدنية والعسكرية، والعمل على خطط لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المؤسسات التعليمية، ومقاربة هذا الحق بمقررات الكليات والمعاهد الأمنية والعسكرية، ونعتبر كمواطنين قطريين مثل هذه المنتديات والتوصيات التي تصدر عنه إرثا حقيقيا لوضع البنيات التحتية الأساسية لانتشار ثقافة حفظ حقوق الانسان وهي فرصة لنثبت للعالم أجمع بأن بلادنا رائدة في مجال رعاية حقوق الانسان بل هي أحرص من غيرها في اتباع هذا السوك الإنساني الذي ينبع من تعاليم ديننا الحنيف قبل ان تعرفه القوانين الوضعية. المونديال ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وبتركيز توصيات المنتدى على التذكير بحقوق العمالة الوافدة، وضرورة تمكينها من التمتّع بالمونديال بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها خلال تهيئة البنية التحتية، تكون دولة قطر قد تقدمت خطوات واسعة نحو ترسيخ أهمية حقوق جميع فئات المجتمع وتطبيق سياسة الدمج الاجتماعي، وكان ذلك واضحاً جليا عندما وجهت قيادتنا الحكيمة الجهات المعنية بالدولة إلى مراعاة هذه الحقوق أثناء فترة كأس العالم، فضلاً عن الاهتمام بتمكين الفئات الأولى بالرعاية من التمتّع بالحق في الرياضة، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتيسير وصولهم إلى الخدمات والمنشآت الرياضية، وتمثل ذلك بتخصيص تذاكر وأماكن خاصة لتسهيل مشاهدتهم للمباريات والمشاركة مثلهم تماماً كبقية فئات المجتمع والتمتع بمتابعة البطولات الرياضية المختلفة وليس المونديال القادم فقط، بما في ذلك تمكين الأشخاص المكفوفين وتمكينهم من ذلك، والعمل على الاستثمار الأمثل للمونديال كحدث كبير، وما ينتج عنه من خبرات في مجال إدارة الأحداث الكبرى، سواء أمنياً، أو اجتماعياً، أو قانونياً، أو ثقافياً، أو صحياً، بوصفه يمثل إرثاً وطنياً ثرياً، ومصدر إلهام يمكن أن تستفيد منه المنطقة والعالم في المستقبل. الرياضة تحترم حقوق الإنسان كما أكد المنتدى الوطني لحقوق الانسان على ضرورة أن تكون مهمة جميع المشاركين في مونديال 2022، هي (ضمان أن تحترم الرياضة حقوق الإنسان، وتعززها من خلال زيادة الوعي، وبناء القدرات، وإحداث التأثير المأمول)، وتؤكد دولة قطر دائما على العمل الجماعي لمنع انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالفعاليات الرياضية، وضمان أن تكون سبل الإنصاف فعالة ومتاحة لمن يتعرضون لانتهاكات أثناء تنظيم الأحداث والتظاهرات الرياضية الكبرى، وسجلت بلادنا الحبيبة تطورات غير مسبوقة في جهودها لدعم الظروف المعيشية للعمالة الوافدة، والإصلاحات الشاملة في قوانين ونظم العمل لدعمهم وحمايتهم، ويتضح ذلك من خلال وضع رؤية قطر حقوق العمال الوافدين في محور سياساتها الاقتصادية والاجتماعية المحورية، استناداً إلى ما تضمّنته رؤيتها الوطنية المستقبلية الشاملة، وبما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. التطوع من أجل حقوق الإنسان خلال بطولة كأس العرب التي أقيمت منافساتها في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، شارك حوالي 12 متطوعاً جرى تدريبهم من قبل فريق حقوق الإنسان التابع لـ FIFA، وبدعم من منظمات المجتمع المدني التي تنشط في مجال الرياضة وحقوق الإنسان، وشهد هذا المشروع تطبيق المفهوم المطور حديثاً للمتطوعين في مجال حقوق الإنسان لأول مرة في حدث رياضي كبير، وهذا يعتبر لبنة أساسية لتوسيع المشروع ليغطي فعاليات بطولة كأس العام القادمة ونشر هذه التجربة لبقية دول العالم التي سوف تستضيف بطولات كأس العالم القادمة وتعتبر تجربة مميزة وسباقة لدولة قطر في هذا المجال، وكانت التجربة ناجحة بكل المقاييس بشهادة الجهات المعنية والمنظمات المهتمة بحقوق الانسان بعد تنفيذها لمجموعة واسعة من الأنشطة التوعوية شملت إجراء أكثر من 565 مقابلة مع مشجعين حضروا 29 مباراة للتعرف على تجاربهم في مجال حقوق الإنسان، وعن أي ملاحظات تتعلق بهذا الجانب، وتمكن المتطوعون من جمع معلومات لصالح فريق حقوق الإنسان في FIFA، الذي تولى بدوره المتابعة بالتعاون مع أقسام العمليات التشغيلية ذات الصلة في FIFA وشركاء البلد المضيف للبطولة، كما أسهم المتطوعون في رفع مستوى الوعي بآلية التظلم الخاصة بكأس العالم FIFA قطر 2022 من خلال تفاعلهم مع المشجعين، واستفادت اللجنة المنظمة للمونديال من هذا المشروع أكبر استفادة بعد أن قام المشروع بتقديم توصيات وملاحظات هامة يتم وضعها في الاعتبار أثناء تنظيم المونديال. كسرة أخيرة مجرد فوز بلادنا العزيزة باستضافة بطولة كأس العالم يدل على نجاحٍ دبلوماسي وسياسي للدولة، فالرياضة عمومًا، بما في ذلك كرة القدم، غدت دائرةَ اهتمام تتجاوز نطاقَ التنافس الكروي والاقتصادي والسياحي وأصبح اختيار بلد لاستضافة المونديال وتنظيمه دليلًا على قدرة هذا البلد في التأثير سلمياً وقوته في الإقناع في العلاقات الدولية، وحقوق الانسان يعتبر هو المحور الأساسي للإقناع، وهذا هو السلاح الذي استخدمته الدول التي كانت تحارب من أجل عدم إقامة هذه النسخة من البطولة في قطر بعد أن نجحت في الفوز بالاستضافة، ولكن بعزيمة قدراتنا الوطنية القيادية نجحنا في توصيل رسالة السلم والسلام والحرية الى العالم وإقناعه بالوقوف الى جانبنا في إنجاح هذا الحدث العالمي الفريد، وكان سر النجاح هو الحكمة الواعية لهذه القيادات في اختيارها للسفراء المؤثرين لهذه البطولة في مختلف أنحاء العالم الذين كانوا على الموعد بتوصيل رسالتنا للعالم. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية