05 نوفمبر 2025

تسجيل

قطر والعراق

21 سبتمبر 2014

الأوضاع الخطيرة التي تشهدها المنطقة حاليا بسبب تنامي المجموعات الإرهابية وتمددها على مساحات واسعة على جانبي الحدود في العراق وسوريا، لم تكن سوى نتاج لسياسات الأنظمة الدكتاتورية القمعية التي كان من تداعياتها حدوث فراغ أمني وفقدان للدعم الشعبي استغلته الجماعات المتطرفة للتمدد في المنطقة.ففي سوريا والعراق عانى الشعبان من ممارسات نظامي نوري المالكي وبشار الاسد، حيث قاد الاول نهجا اقصائيا وقمعيا ضد مكون رئيسي في البلاد، مما فتح الباب امام المنظمات الارهابية لاستغلال الاوضاع والسيطرة على محافظات بأكملها.لكن التوجه نحو تشكيل حكومة جديدة في العراق، يبدو حتى الان خطوة الى الامام، قد تنعكس ايجابا على الاوضاع في البلاد، خصوصا اذا نجح قادة العراق في استكمال تشكيل حكومتهم بشكل يضمن مشاركة كافة مكونات الشعب في إدارة العراق، وهو أمر لن يتحقق دون حوار وطني جاد وشامل يفضي الى وحدة وطنية تساعد في التصدي للتحديات الخطيرة التي يواجهها العراق وفي مقدمتها الارهاب.لقد أكدت دولة قطر على لسان سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في كلمة له امام الاجتماع الوزاري الذي عقده مجلس الامن الدولي حول العراق، دعمها للاشقاء العراقيين في أية خطوة من شأنها ترسيخ الوحدة العراقية والحفاظ على سلامة العراق.. كما نبه سعادته أيضا الى ضرورة ألا تصرف التحديات السياسية والأمنية التي تشغل المجتمع الدولي، عن مسؤوليته إزاء الأوضاع الإنسانية الخطيرة التي يواجهها الأشقاء في العراق بعد أن بلغت أعداد الضحايا والنازحين حدا كارثيا.ان الاولوية القصوى في الحرب التي أعلنها التحالف الدولي على الارهاب في المنطقة، ينبغي أن تكون موجهة الى معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى توفير بيئة حاضنة للإرهاب، وهي تتمثل في الاستجابة الى مطالب الشعبين في العراق وسوريا، من خلال الوصول الى وحدة وطنية شاملة في العراق، ودعم جهود المعارضة في التصدي لنظام بشار الاسد بما يلبي تطلعات الشعب السوري ويحصن البلاد من شرور التطرف وجرائم النظام.