قطر.. دور سياسي وإنساني في أفغانستان

تواصل دولة قطر جهودها واتصالاتها المكثفة بشأن تطورات الأوضاع الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي والإنساني، مع كل الدول الصديقة والشقيقة والشركاء الدوليين المعنيين بالملف الأفغاني إلى جانب الأطراف الأفغانية، وذلك في إطار دورها المستمر في الوساطة والذي بدأ منذ رعايتها للمفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان وما انتهت إليه من اتفاق تاريخي أنهى أطول حرب أمريكية في الخارج، وقاد إلى انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، ومساعيها المستمرة بين الأطراف الأفغانية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضمن انتقالا وتداولا سلميا للسلطة في أفغانستان، بما يتماشى مع المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني. وفي هذا الإطار، اجتمع سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، مع سعادة الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون الخارجية بجمهورية الهند، الذي يزور البلاد حاليا، حيث ناقش الاجتماع آخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي، وتم خلاله التأكيد على أهمية حماية المدنيين وضرورة تكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية الأفغانية. ولا يقتصر دور دولة قطر على الأوضاع السياسية والوساطة بين الأفغان، وحسب، بل يمتد أيضا إلى الجانب الإنساني، سواء من خلال الاهتمام بأوضاع النازحين واللاجئين الأفغان المتأثرين بالتداعيات الأخيرة للمواجهات العسكرية، أو رعايا الدول الأخرى العالقين في أفغانستان، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول. وفي هذا السياق نجحت الدوحة في التدخل وإجلاء صحفيين أمريكيين وعائلاتهم من أفغانستان في عملية استثنائية، الأمر الذي دفع ناشر صحيفة نيويورك تايمز، للإعراب عن شكره وامتنانه لحكومة قطر التي لم تدخر جهداً في إجلاء الصحفيين وعائلاتهم من أفغانستان بأمان. لا تدخر قطر جهدا في العمل من أجل تقديم كل أشكال العون، سواء بالمساعدة في إجلاء العالقين، أو المساهمة في الوصول إلى تسوية شاملة لإحلال السلام وضمان الانتقال السلمي للسلطة في أفغانستان بما يحافظ على مكتسبات الشعب الأفغاني.