18 سبتمبر 2025

تسجيل

جرائم الانقلابيين

21 أغسطس 2015

يواصل المتمردون الحوثيون وحليفهم المخلوع تدميرهم لليمن؛ أرضاً وشعباً، عبر تدمير البنية التحتية والمؤسسات اليمنية، علاوة على القتل اليومي، الذي لا يتوقف عند الرجال والشباب، بل يطول النساء والأطفال العزل؛ في تأكيد لازدراء الإنسانية، وسعيهم الحثيث للقضاء على أي مظهر من مظاهر الحياة، على أرض اليمن الشقيق. لكن واقع الحال والأحداث اليومية، والسمة المعتادة للانقلابات العسكرية، أنها تسعى لإحداث البلبلة في الأوساط الشعبية، والدولية، عبر محاور متعددة؛ منها ـ في الحالة اليمينة ـ قصف الأحياء السكنية بمحافظة تعز ـ لثلاثة أيام متواصلة ـ بالمدفعية الثقيلة، فهو يؤكد من جانب آخر على الطريق المسدود، الذي وصلت إليه توقعات الحوثيين، وحالة اليأس التي أصابتهم، بعد تكبدهم خسائر كبيرة في كل جبهات القتال، مما جعلهم يصوبون ما تبقى لديهم من ذخيرة في أي اتجاه، فاستشهد نحو 70 مدنياً، وجرح 340 آخرون، بينهم نساء وأطفال، واحترق عدد من المنازل والمؤسسات الحكومية. المتمردون الحوثيون وحليفهم المخلوع، يرتكبون ـ بأفعالهم النكراء تجاه اليمن ومؤسساته ـ جريمة ضد الإنسانية، يتحملون كافة نتائجها فيما بعد، وسيقتص منهم الشعب اليمني بعد زوال الانقلاب، وعودة الشرعية، ولا شك أن دول مجلس التعاون تعتصر ألماً لمثل هذه الجرائم التي لا تمت للإنسانية بصلة، ولذلك فهي عازمة على القصاص لهذه الأرواح البريئة. إن اليمن بحاجة ماسة إلى تكاتف المجتمع الدولي، ومؤسساته، ومجلس الأمن، لإرغام الحوثيين وحليفهم المخلوع، على التراجع عن انقلابهم، وسحب قواتهم، والإذعان للحل السياسي الذي عرضته مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وآليتها التنفيذية، حفاظاً على شعب اليمن، وهيبة القانون الدولي، والأمم المتحدة. المتمردون الحوثيون وحليفهم المخلوع وانقلابهم على الشرعية الدستورية، في الرمق الأخير.. بعد الفشل المتعدد الأوجه والدلالات، وهذا بحد ذاته اللحظة المناسبة لكي يقتنصها المبعوث الأممي، لإرغامهم على الانسحاب، والجلوس لمائدة التفاوض، بالشروط الخليجية المعروضة، وإلا فإن المستقبل لن يحمل سوى مزيد من الشروط؛ لأن هزيمتهم باتت قريبة وقريبة جداً.