14 سبتمبر 2025

تسجيل

المواجهات المذهبية الطائفية!

21 أغسطس 2013

هل نتقدم بالشكر إلى "الربيع العربي" أم نلقي عليه اللوم ونصب عليه اللعنات. فلقد اكتشفنا مدى الهشاشة والضعف والهوان الذي يعيش فيه العالم العربي. وكم كانت المواطنة وحقوق الإنسان والتعايش والتسامح والثقافة الوطنية مجرد فقاعات صابون تستخدم من قبل الأنظمة الحاكمة في محاولة لتثبيت القبضة الحديدية على مفاصل الدولة والترويج لصورة مزيفة ترسم خارج الحدود. أما الداخل فهناك التقسيم والحواجز والموانع والصراعات بين أبناء الوطن الواحد يتم تغذيتها انطلاقا من رحم الأم ومرورا بالبيت والحارة والمدرسة والعمل والنادي والمؤسسات السياسية والدينية والاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والدروز والعلويين والأباضيين وغيرهم من المذاهب والطوائف والأعراق والقائمة طويلة!المشهد يدمي القلب في سوريا من خلال تحويل المطالب السلمية في الحصول على الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، إلى صراعات مذهبية وطائفية واخرها تورط حزب الله في استباحة الدماء السورية بحجة حق الدفاع عن المراقد الشيعية والأضرحة المقدسة ومواجهة المحور الأمريكي الإسرائيلي؟! موقف الحزب مثل صدمة لكل من كان يحمل ذرة إيمان للشعارات التي أطلقت منذ أكثر من نصف قرن من رموز محور الممانعة والصمود، فالشعب الذين احتضن الشعارات وتبناها ونشرها وروج لها ودافع عنها ودعم الحزب وتحمل في سبيل ذلك القهر والظلم والاستعباد والعيش على الفقر والجوع على أمل أن تنتصر القضية وتحرر فلسطين وتعود الأراضي المغتصبة ويهزم العدو! ها هو اليوم يكتشف ان العدو الداخلي أبشع بكثير من الخارجي، وان الوطن كله مستباح وليست أراضي الجولان فقط وان الشعب هو وقود المحرقة التي كان يسترزق بها حزب البعث وروسيا وإيران وحلفاؤهم في المنطقة. العزاء في العالم العربي من الدخول في الصراعات المذهبية والطائفية المقيتة، أن يؤدي كل ذلك رغم الثمن الباهظ والتكاليف الكبيرة والضحايا والأبرياء والمخدوعين، إلى تحولات جذرية في السلطة والحكم وإلى صياغة جديدة للعلاقة ما بين الدولة والمواطن والأقليات والطوائف والفئات التي تشكل الخارطة الإنسانية في العالم العربي.