11 سبتمبر 2025

تسجيل

251 "وستظل الفرصة مُتاحة"

21 أغسطس 2012

(كلّ عام ونحن جميعاً بخير) هي ذات الكلمات التي وإن تغيّرت واختلفت إلا أنها ستبقى وفيّة مخلصة تحمل بين طياتها ذات الأمنية، التي تبحث عن الخير كله بعد رحلة رمضانية أخذت من الحياة بكلّ التزاماتها حيزاً لا بأس به حتى ومتى وصلنا إلى عتبة التسليم، شكرنا وحمدنا الله على ما كان منا، وتوجهنا بالدعاء الذي يحمل بجوفه نية صادقة ترجو القبول وتطمح إليه تماماً كما يطمح إليها كل مسلم جاهد وكابد وبذل كلّ ما يستطيع؛ للفوز بها، ونسأل الله أن يكتبها له ولنا أيضاً (اللهم آمين). يحسب البعض أن الحياة تعود إلى طبيعتها بعد رمضان، فتعود المهام كما كانت، وتلك الالتزامات التي كنا نقوم بها؛ لنتابعها وبحرص شديد خاصة وأن طبيعة الشهر الفضيل قد رسمت لنا خريطة من الأعمال تابعنا توجيهاتها وبكلّ جدّ حينها؛ كي نصل إلى النقطة التي سعينا إليها منذ البداية، والتي وصل منا من وصل إليها بعون الله أوّلاً، وبفضل جهوده وإصراره على تحقيق ذلك، ولم يصل إليها البعض الآخر لأسباب يدركها دون غيره، فنجد أن هذا الأخير قد فشل بمواصلة الرحلة معتمداً على تلك الخريطة التي غابت ملامحها عنه، فما كان منه سوى أن قرّر رسم خريطة خاصة به أخذته وفي نهاية المطاف إلى مكان لن يجد نفسه فيه، وإن أوهم نفسه بأنه المكان الصحيح؛ ليصل إلى اللحظة التي طلّ فيها علينا العيد وهو يتقلّب بقلب البؤس ولا يدرك حقيقة ما يجعله يشعر بذاك الاحساس الذي يقطع الطريق على بهجة العيد فلا تصله أبداً؛ ليظل مهموماً كلّ الوقت، حتى أننا وحين نلتقي به وبمَن هو على شاكلته نشعر بامتداد تلك التعاسة في المكان، وهي تلك التي بدأت بتقصير منهم جميعاً منذ البداية، حين ضلّوا الطريق وفضّلوا أن يظلوا كذلك. إن الاحتفال بالعيد والبهجة التي تغمرنا بلحظة دخوله تبدأ من رمضان؛ لتمتدَّ حتى لحظة دخول العيد، والفرحة التي تكلّلنا هي فرحة النجاح الذي نحقّقه بتلك المهام التي تزيد من حصيلة العطاء، وهي واجبة على الجميع، ولكن وحده الفائز مَن يدركها، ونتيجة الفوز قرار يتّخذه مَن يريد كما يريد؛ لنصل إلى نهاية واحدة وهي أننا نحصل على ما نريد كما نريد، ولا شأن لأحدهم بما نحقّقه، وإن كانت له القدرة على التأثير أصلاً وذلك؛ لأن التأثير يكون من الخارج، في حين أن تنفيذ القرارات يأتي من الداخل. وأخيراً، فإن الفائز مَن يجعل من حياته كلها محطة رمضانية يسعى فيها وبكلّ جدّ، ويجاهد كلّ رغباته التي قد تأخذه بعيداً عن الصراط المستقيم؛ كي يفوز بالجنة التي نسأل الله بأن يكتبها لنا جميعاً (اللهم آمين). من القلب إلى القلب أيها الأعزاء وإن فرطنا وقصرنا بكلّ المهام التي ستحقّق لنا ما نريده، فإن ذلك لا يعني أن نسلّم، إذ مازالت فرصة الفوز مُتاحة وقائمة، تحتاج فقط لمَن يخلص النيّة بالوصول إليها والحصول عليها؛ للفوز بها إن شاء الله.