11 سبتمبر 2025

تسجيل

أمسِكْ عليكَ لسانَكَ

21 يوليو 2024

تذكرت وأنا أسمع لبعض المتفيهقين- الذين يتحدثون عن الله بغير علم - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة: (أَمْسِكْ عليك لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيتُك، وابْكِ على خَطِيئَتِكَ) ألا ليت من يتعرضون للدين أو لقضايا الأمة أن يتأدبوا بذلك، وأن يكفوا عن الناس أذاهم وتخذيلهم! هؤلاء جماعة يفسرون قول الله تعالى (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) على غير وجهه الصحيح، ثم يسقطون الفهم الخاطئ على ما يحدث لأهلنا في غزة! ويحملونهم التبعة لأنهم أقل عتادا وعدة! ألا والله ما أسعد الصهاينة بأمثال هؤلاء الفسدة وأقوالهم! ألا سحقا ثم سحقا ألف سحق على مثل هذه الأراجيف المثبطة، والأفكار المضللة، فلا نص ولا فهم ولا عقل ولا صمت! كيف يقول مسلم هذا الكلام وهو يقرأ قول الله: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) كيف يفهم هذا الفهم السقيم وهو يسمع الله يقول: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ). ثم كيف يفسر لنا خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لملاقاة عدوهم في أكثر المعارك! - في (بدر) كانوا قريب الثلاثمائة، والمشركون ألفا منهم مائتا فارس. - في (أحد) كانوا سبعمائة - بعد انسحاب المنافقين - والمشركون ثلاثة آلاف. - في (الأحزاب) كانوا ثلاثة آلاف والمشركون عشرة! إن هذه الآية فسرها أبو أيوب بقوله: (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَتَأَوَّلُونَ هَذِهِ الآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةَ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَار؛ لمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الإِسْلامَ، وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الإِسْلامَ، وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ، فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فَكَانَتْ التَّهْلُكَةُ الإِقَامَةَ عَلَى الأَمْوَالِ وَإِصْلاحِهَا، وَتَرْكَنَا الْغَزْوَ) ولو سألوا لعلموا! الحديث عن الله بغير علم مورد المهالك، والله يقول محذرا ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾. فبدأ بأصول المحرمات: الفواحش من الزنا واللواط وما شابهها، ثم ارتقى تدريجيا إلى الأشد فالأشد، فأعظم من الفواحش ﴿وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ إذ ضرره متعد على الغير. وأشد خطرا منهما: ﴿وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾وأخطر مما سبق: ﴿وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ اللهم انصر أهلنا في فلسطين ومكّن لهم، وانصر من نصرهم، واخذل من خذلهم.