14 سبتمبر 2025

تسجيل

معركة ترامب الأخيرة.. ومأزق نموذج أمريكا وديمقراطيتها!!

21 يوليو 2024

نجا الرئيس السابق دونالد ترامب من الموت بفارق ملليمترات قليلة من رصاصة قناص شاب في مهرجان خطابي- السبت 13 يوليو الجاري-ليس بدافع عمل إرهابي خارجي بل إرهاب محلي في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة الحاسمة لفوز بايدن. فاز بها ترامب عام 2016 وخسرها لبايدن عام 2020-ويرفض ترامب الاعتراف بهزيمته وخسارته الانتخابات حتى اليوم. منظر ترامب محاطا بعناصر الشرطة السرية المولجة بحمايته كرئيس سابق ومرشح الحزب الجمهوري، وهو ينزف من أذنه اليمنى ورافعا يده متحديا وصارخا متحديا وصارخا(Fight-Fight)(قاتلوا-قاتلوا)لأنصاره ولمئات ملايين الأمريكيين وحول العالم المصدومين، تحول لأيقونة يروجها معبرا عن التحدي والجرأة. وتم طباعة الصورة على قمصان وأحذية وبيعت عشرات الآلاف منها في الولايات المتحدة! ومعها ضمادة أذنه! رشح الحزب الجمهوري ترامب رسميا قبل ترشيحه للمرة الثالثة الخميس الماضي مع شريكه السناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو المتأرجحة لمنصب نائب الرئيس. فاز ترامب بالولاية في انتخابات 2016 و2020. بالمقارنة-أثار أداء الرئيس بايدن الباهت وظهوره مشتت الذهن وفقده للتركيز عاصفة من التشكيك بقدراته العقلية وقدرته على مواجهة منافسه ترامب وحتى على الحكم في المناظرة الأولى قبل ثلاثة أسابيع!! وانقسم الحزب الديمقراطي على نفسه ويجادل بجدوى وفائدة بقاء الرئيس بايدن أو انسحابه. وصل عدد النواب الديمقراطيين ورؤساء لجان لأربعين نائبا و5 أعضاء مجلس شيوخ، وممولين حملة الرئيس بايدن ومرشحي الكونغرس الديمقراطيين، يطالبون بموقف غير مسبوق الرئيس الحالي ومرشح الحزب الديمقراطي-بإعادة تفكيره بترشحه وحتى الانسحاب من سباق الرئاسة، وافساح المجال أمام نائبته كاميلا هاريس أو شخصية قيادية يختارها بايدن وقيادات الحزب. على منح المندوبين الديمقراطيين الذين فاز الرئيس بايدن بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية في ولاياتهم، ليجيرها للمرشح البديل عنه! من المقرر ترشيح الحزب الديمقراطي الرئيس بايدن ونائبته رسميا في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الشهر القادم في مدينة شيكاغو، لمواجهة الرئيس السابق ترامب ونائبه في انتخابات الرئاسة في 5 نوفمبر القادم!! لكن يرفض الرئيس بايدن حتى اليوم التنحي ويصر على المنافسة. يؤمن بايدن أنه المرشح الأوفر حظاً لهزيمة دونالد ترامب وسجل إنجازاته خلال السنوات الأربعة الماضية يظهر قدرته على القيادة والحكم وتحقيق إنجازات وخاصة اقتصادية وإيجاد ملايين فرص التوظيف والتأمين الصحي وإسقاط مليارات الدولارات من قروض طلبة الجامعات المستوفين للشروط. ولكن يبدو أن الضغوط ستزداد وتتصاعد ضد بايدن لإقناعه بالانسحاب واستبداله بمرشح من الحزب الديمقراطي. خاصة وأن استطلاعات الرأي تشير إلى الاستمرار بتراجعه أمام تقدم ترامب-وخاصة في معظم الولايات السبعة المتأرجحة والحاسمة للفوز. وحتى تزداد معاناة الرئيس بايدن أعلن البيت الأبيض إصابته بكورونا وخضوعه للحجر الصحي في منزله!! قِبل مرشح الحزب الجمهوري مساء الخميس الماضي-ترشيح حزبه وألقى أطول خطاب تجاوز ساعة ونصف لمرشح جمهوري. وأشار «كان من مفترض ألا أكون معكم-ولكن الله كان معي»! وأكد على دوره في توحيد الأمة الأمريكية المنقسمة على نفسها-وتعهد بقيادة أمريكا وحل أزمات العالم!(كيف؟) وهدد ترامب في كلمته في المؤتمر-محتجزي الرهائن الأمريكيين(خاصة حماس دون تسميتها) بالإفراج عن الرهائن الأمريكيين قبل تسلمه مهام الرئاسة، وإلا سيدفعون ثمنا كبيراً»!-في تكرار لمبالغات ترامب الجوفاء! للتذكير روسيا تحتجز أمريكيين!! ويطمئن عودتي للبيت الأبيض قريبة وسأغير كل شئ وسأنهي الحروب بمكالمات هاتفية!! في يوم خطاب ترامب الشعبوي-تحدى وقصف الحوثيون بمسيرة إيرانية (يافا) تل أبيب في أكبر عملية نوعية ضد إسرائيل ضربت عاصمة المال والأعمال والعصب الرئيسي وكبرى مدن الاحتلال الإسرائيلي في تحدٍ لقوات الاحتلال والولايات المتحدة التي تقصف مع بريطانيا أهدافا للحوثيين في اليمن منذ يناير الماضي في عملية (حارس الازدهار) لكن بدون جدوى، لفشل العملية العسكرية بوقف استهداف الحوثيين لسفن وناقلات نفط إسرائيلية وأمريكية وعالمية ومتوجهة لميناء إيلات. وحكمت محكمة روسية في اليوم التالي لخطاب ترامب على ايفان غيرتشوفتش الأمريكي-مراسل صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بالسجن 16 عاما بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. برغم بدء ترامب خطابه في مؤتمر الحزب الجمهوري بلغة تصالحية غير معتادة، متناولاً مشاعرة حول محاولة اغتياله وتصميمه على المواجهة. وتطرق لملفات اقتصادية وسياسية والجريمة وأمن الحدود واللاجئين غير الشرعيين والسياسية الخارجية، داعيا إلى التهدئة والتعاون والوحدة والتسامح-إلا أنه سرعان ما خرج عن النص وعاد لطبيعته العدائية ومهاجمة بايدن وسجله والديمقراطيين. ولعب دور الضحية، بتكرار المظلومية والضغائن والمؤامرة ضده. في تمسكه بخطابه الإقصائي وتحريضه مناصريه-الذين حولهم لقطيع تابع ومطيع-وأشبه بطائفة موالية. رصدت صحيفة نيويورك تايمز قائمة بخطب ترامب التحريضية: «قال ترامب في مارس الماضي «أخوض آخر معاركي» ضد خصومي السياسيين. وسخر منهم ووصفهم “بحشرات مؤذية وسامة يجب سحقهم»! وبرغم حقيقة قيام وازدهار الولايات المتحدة كأول كيان ومجتمع على يد المهاجرين من مختلف دول العالم ومنهم جد ووالدة ترامب، لكن ترامب في أكتوبر 2023 بخطاب عنصري بغيض اتهم «المهاجرين بتسميم دم الولايات المتحدة»! ويكرر ترامب أنه عائد للانتقام من الدولة العميقة وممن حاكموه وخاصة وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي FBI! وفي ديسمبر الماضي أكد ترامب «سأحكم بديكتاتورية ولو ليوم واحد»! وتوعد بتعيين محقق خاص للتحقيق بفساد الرئيس بايدن وعائلته!! كل هذا من رئيس حوكم مرتين في مجلس النواب، وُوجهت ضده عشرات التهم الجنائية بالاحتيال والنصب والتحريض والاغتصاب وخرق القوانين والتلاعب بضرائبه وقيم عقاراته ودفع كفالات، وأدين بـ 34 تهمة جنائية في مايو الماضي. واضح أمريكا منقسمة سياسيا واجتماعيا. وحسب آخر استطلاع رأي يرى:67%من الكنديين و63%من البريطانيين و62%من الألمان-أن الديمقراطية الأمريكية لم تعد نموذجا يحتذى به! وهذا يثبت مأزق نموذج أمريكا وديمقراطيتها!