26 أكتوبر 2025
تسجيلأجمل ما ينطق به القلم؛ ليكشف النقاب عن كل ما يجوب القلب، ويعبر عن كل ما يُخالجه هو: ما يقبع فيه حينها، فيتحكم في الموقف ويصبح سيده؛ لينشغل به منا الكل والبعض، فنشعر وبقدر ما سيُحدثه ذلك من ضجة أننا على وشك أن نستسلم له ونُسلم دون أن نقاوم، وبمعنى آخر فإن كل ما يعيشه (ذاك القلب) في ذاك الحين، يشغلنا؛ ليظهر على صفحة الوجه؛ مخترقاً كل الحواجز التي نضعها بين الحين والآخر؛ كي نتحكم في انفعالاتنا فتظهر بقدر ما نسمح لها فقط، دون أن يبدر منا أو يصدر عنا ما يكفي؛ لترجمة وضعنا وبشكل صحيح (للعامة وبشكل عام)، ممن سيمرقون من الأمر دون أن يجدوا فيه ما سيلفتهم؛ لتلتفت إليه الأعناق وتتابع عن كثب ما يحدث وسيحدث، في حين أن الوضع سيكون مختلفاً تماماً مع كل من يتمتع بمميزات خاصة تُمكنه من معرفة ما يدور في أعماقنا وإن لم ننبس بحرف واحد أمامه؛ لنصبح وما يجوب فيها تلك الأعماق كورقة مكشوفة تقرأ نفسها بنفسها ودون تدخل، والحق أن الباحث عن الجمال في كل زاوية من زوايا الحياة بشكل عام، وزاوية التواصل بشكلٍ خاص لن يحتاج إلى كل تلك الفراسة؛ كي يُجيد التعامل مع الآخرين وبشكلٍ جميل — والحديث عن كل من يحبهم القلب — ولكن القليل من الاهتمام من جهته والذي يكون على هيئة السؤال، يقابله الكثير من تمكن الوضع الذي يشغل صاحبه، ويمكن بلوغه بنضج الموقف على خير وجه؛ كي تكون الإجابة المرجوة، والآن لنرجع ومن جديد إلى الوراء قليلاً حيث تلك البداية التي تحدثنا فيها عن كل ما يشغل القلب فيظهر على الفور على صفحة الوجه؛ مخترقاً كل الحواجز، وسيتمكن من فعل ذلك فعلاً إن تميز بصدقه، الذي سيمنحه الفوز بفرصة القبول من الآخرين، وكل ما سيلحقه كنتيجة حتمية. إن حاجتي إلى العودة إلى ما قد كان مني آنفاً قد دفعتها ضرورة طرح ما يُناسب العمود؛ كي أقدمه لكم كما جرت العادة، وبحكم العلاقة الجميلة التي تربطني بكم أيها الأحبة، فلقد شعرت أن مشاركتكم ببعض ما يصادفني في الحياة هو أفضل ما يمكن بأن يكون مني، وأفضل ما سيكون مني في هذا التوقيت تحديداً، الذي يشهد تدفق (بهجة العيد) التي تشغل الكبير والصغير: هو التحدث عنها تلك البهجة، التي تحتاج إلى دعمنا؛ كي تتشبث بنا أكثر فنشعر بملازمتها لنا، وليس كما يحدث مع بعض الأفراد، ممن تفر منهم تلك البهجة بمجرد أن تنقضي الساعات الأولى من العيد؛ لتعود الحياة إلى رتابتها وكأن شيئا لم يكن، والمصيبة إنْ امتدت تلك الحالة إلى الآخرين؛ ليصبح الوضع العام كئيباً لا جديد فيه، في حين أن ما يستحق سعادتنا ودوران عجلة البهجة هو وجودنا على قيد الحياة ووجود من يهمنا أمرهم. (نعم) تقتضي سنة الحياة دخول الكثير من الشخصيات التي نتأثر بها، وخروجها بعد حين، ولكن ذلك لا يعني تأثرنا واهتمامنا ببعضها، واهمال البعض الآخر ممن نتصارع معهم، ومن ثم نتخلى عن كل ما كان بيننا من ود لابد وأن يسترد عافيته؛ كي تعود العلاقات إلى ما كانت عليه، وذلك ببذل الاهتمام والحرص على أن يكون؛ كي نجد ما يقابله من الطرف الآخر، الذي سيستجيب دون شك حتى وإنْ أخذ ذلك من الوقت الكثير، فيكفي أن نتباهى بشرف المحاولة، التي نستطيع بها ومن خلالها معايشة كل ظروف الحياة مهما كانت.من القلب وإليه...لن تشعر بقيمة العيد ولن تدرك قيمة لحظاتك حتى تفهم حاجتك إلى التواصل مع غيرك، ولعل من يستحق التشبث برأس القائمة هم أفراد عائلتك، ممن تربطك بهم علاقة متينة لا حق لها بأن تضعف لمجرد أنك سئمت عدم تفهمهم لك، أو لنشوب خلاف (ما)، أو لأي سبب ستخجل منه الأسباب، ولا حق له بأن يكون أمام ما يربطكم ببعضكم البعض، بل وعلى العكس تماماً لابد وأن تجد ما تكسر به تلك الخلافات ومن قبلها غرورك، الذي ستصغر وبسببه العلاقة كلما كبر، ووقف لك ولعلاقتك بمن تحب بالمرصاد، حتى تقرر غير ذلك وتحرص على أن يكون فعلاً؛ لتكتسب من بعدها سعادة ستدرك معها معنى البهجة، وستشعر أن لا شيء يمكن بأن يعوضك عن نعمة (الدفء) الذي وإنْ أهملت وجوده واستهنت به فسيمضي بك الوقت حتى تصل لمرحلة ستشتاق فيها إلى بعضه غير أنه ما لن يكون لك، ولن تجد ما سيرافقك وسيبقل بذلك سواه الحزن (لا قدره الله لك).هناك من يفضل السعي خلف أحلامه وطموحاته فيقضي كل عمره وهو يهرول هنا وهناك؛ متناسياً من يستحق منه بعضه، والحق أن ذاك السعي وما سيخلفه له هو حقه الشرعي، ولكن الانجراف فيه واهمال الأطراف الأخرى التي تعطي حياته قيمة حقيقية هو ما لا يمت للحق بصلة، والأولى أن يُشاركهم أجمل لحظات حياته دون أن يتخلى عن ذلك، إذ لن يجد له ما هو أجمل منها العائلة، التي ستحتضنه مهما كانت الظروف، ومهما قست الأيام، وعليه فلتكن هذه الأيام المُباركة فرصتك؛ كي تُجدد محبتك، وتُنعش العلاقات التي تربطك بالآخرين ممن سيسعدهم تواصلك الذي سيبدأ باتصال بسيط لن يُكلفك الكثير، ولكنه سيقدم الكثير لك ولهم؛ لذا لا تبخل ولتفعلها الآن، وكل عام ونحن بخير.