14 سبتمبر 2025
تسجيلذكرنا في مقال البارحة أن لثمرة التفكر ثلاثة أشياء : 1- قصر الأمل. 2- التأمل في القرآن 3- قلة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام. وشرحنا قصر الأمل واليوم نقف عند : التأمل في القرآن ، وهو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله، وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر، قال الله تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدَّبَّروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقال تعالى {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24] وقال تعالى {أفلم يدبروا القول} [المؤمنون: 68] وقال تعالى {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} [الزخرف: 3] وقال الحسن: نزل القرآن ليُتَدبر ويُعملَ به. فاتخذوا تلاوته عملا. يقول ابن القيم : فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تطلِع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيد بنيانه وتوطد أركانه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها، وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم، ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه، وافتراقهم فيما يفترقون فيه. وبالجملة تعرفه الرب المدعو إليه، وطريق الوصول إليه، وما له من الكرامة إذا قدم عليه. وفي تأمل القرآن وتدبره، وتفهمه، أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد. نزه فؤادك عن سوى روضاته ... فرياضه حل لكل منزه والفهم طلسم لكنز علومه ... فاقصد إلى الطلسم تحظ بكنزه لا تخش من بدع لهم وحوادث ... ما دمت في كنف الكتاب وحرزه من كان حارسه الكتاب ودرعه ... لم يخش من طعن العدو ووخزه لا تخش من شبهاتهم واحمل إذا ... ما قابلتك بنصره وبعزه والله ما هاب امرؤ شبهاتهم ... إلا لضعف القلب منه وعجزه يا ويح تيس ظالع يبغي مسا ... بقة الهزبر بعدوه وبجمزه ودخان زبل يرتقي للشمس يس ... تر عينها لما سرى في أزه وجبان قلب أعزل قد رام يأس ... ر فارسا شاكي السلاح بهزه