15 سبتمبر 2025

تسجيل

الصدقة للبعيد

21 يوليو 2013

للصدقة فضل عظيم وعندما تكون على القريب المحتاج تصبح صدقة وصلة، وقد وجّه النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه عندما أرسله إلى اليمن بأن يأخذ من أغنيائهم صدقة ثم يردها على فقرائهم، وفهم الفقهاء من هذا أن القريب والمجاور أولى بصدقةِ أهل المكان — ولكنهم لم يمنعوا انتقال الصدقة إلى البعيد الأشد حاجة وفقراً، وقد حرَم النبي صلى الله عليه وسلم ريحانته وزوجها عليا رضي الله عنه الصدقة ليعطي الفقراء والأرامل في عوالي المدينة. ونحن في الحقيقة نتعجب ممن يرفض انتقال الزكاة إلى بلد آخر من بلدان المسلمين فيه الفقر والحاجة الشديدة مع عدم حاجة أهل المتصدق لكونهم — كما يقول الناس في زماننا هذا — لم يصلوا خط الفقر بل لم يقتربوا منه أصلاً، ولا يوجد مقارنة بينهم وبين إخوانهم. ومن هنا نُحب ان نذكر أن الحدود الجغرافية بين بلادنا لم يضعها رسولنا وإنما وضعها المستعمر البغيض ليعمق روح الفرقة ويجعل الخلاف على الحدود قنبلة موقوتة يفجرها في أي وقت شاء، كما أن وضع الصدقة في غير موضعها مما يزيد في حالات الفقر والبؤس، وقد لا يخرج من يهمل هذا الجانب من أداء الواجب المفروض عليه، والعظيم سبحانه فرض في أموال الأغنياء بقدر ما يرد حاجة الفقراء فإذا رأينا محتاجين معدمين فذلك يعني أن أهل الأموال لم يخرجوا زكواتهم أو يعني أنهم لم يضعوها في مواضعها الصحيحة، وليس في رباط العقيدة بعيد، وأهل الإيمان كالجسد الواحد.. وقد أحسن من قال: يا أخي في الهند أو في المغرب أنا منك، أنت مني، أنت بي لا تسل عن عنصري عن نسبي إنه الإسلام أمــي وأبـي