26 أكتوبر 2025

تسجيل

نجمة تائهة

21 يونيو 2024

في زحمة الأيام ودوامة الأحداث تاهت بها الحياة كريشة في مهب الريح. تملك قلبًا ينبض بالأمل وأحلامًا تشرق كالشمس في صباحاها الأول. لكن مع مرور الوقت، بدأت الطرق تتشعب وضاعت الخطى في متاهات القدر. وجدت نفسها تسير في دروب موحشة، كل زاوية منها تحمل ذكرى ألم وخيبة أمل. كانت الروح مثقلة بأعباء الحياة، وكل خطوة تخطوها تزيدها بُعدًا عن ذاتها. تبحث عن شيء لا تدري ما هو، لعله معنى لحياتها التي باتت كالشبح، تمضي الأيام دون هدف أو غاية. في عينيها بريقٌ انطفأ تدريجيًا، وفي قلبها نيران شوقٍ لراحةٍ لم تجدها. كلما حاولت النهوض كانت الحياة تسقطها ثانيةً، حتى تلاشت رغبتها في المحاولة. لم تعد ترى الجمال في الأشياء الصغيرة، ولا تجد الفرح في تفاصيل الحياة اليومية. كانت حياتها تمضي لكنها لم ترَ العيش، كأنها تعبر طريقًا طويلًا بلا نهاية ولا ترى فيه سوى الظلام. تساءلت كثيرًا: أين الطريق؟ أين النور الذي يقودني للخروج من هذه المتاهة؟ لكن الأسئلة بقيت بلا إجابة، والصوت داخلها أصبح همسًا باهتًا لا يُسمع. فقدت رغبتها في العيش وكل يوم كان يمر كأنه سراب لا ينتهي. في تلك اللحظات الحالكة، كانت تنتظر معجزة أو لعلها تنتظر نفسها لتعود إليها. كانت تعلم في أعماقها أن النور لا بد أن يعود، وأن القلب الذي عرف الألم سيعرف يومًا معنى الفرح مجددًا. ولكن حتى يأتي ذلك اليوم، ستمضي بلا وجهة كنجمة تائهة في سماء بلا نجوم.