11 سبتمبر 2025
تسجيلبلسمٌ للألم وملاذٌ للروح المُشتاقة، هكذا تظهر دمشق في عتمة الليل، وفي ضوء النهار كملكةٍ ترتدي ثوب الجمال والعراقة. إنها ليست مجرد مدينة، بل هي كتابٌ يُقرأ بعمق صفحاتها المتعددة المليئة بالحكايات والأسرار. بين أزقتها الضيقة تتلاقى العتمة والنور، حيث يخط كل زقاق رواية من روايات الزمن الجميل. فتتخللها الأصوات البسيطة للحياة اليومية والرائحة الزكية للعطور والتوابل، في الأسواق تتجلى روح الحيوية بألوان زاهية وتفاصيل دقيقة، تتناغم فيها أصوات الباعة وضجيج الحياة. تشكل شوارعها متاهةً تاريخيةً تفتح آفاقاً واسعة تجمع بين العمران الحديث والآثار القديمة، يمنحها رونقًا فريدًا يجذب الرواد من كل مكان. بكل زاويةٍ ترسم لوحة فنية وفي كل حجر تختزن قصةً من قصص الماضي العريق. عندما يتحدث الزمن عن الأحلام الوردية، ترى دمشق تحتضنها بحنانها القديم وتسردها بأبجديات الحب والحنين. فتعزف المدينة العتيقة بجمالها الخالد لحناً يتألق بين الزمان والذكريات. دمشق أيقونة تتلاقى فيها ثقافات الشرق والغرب كأوركسترا متناغمة تتزين بتراثها الغني بالفن المعماري المذهل والتاريخ القديم الحافل والرصيد الكبير بالعلم والمعرفة والعقول النيرة. على مر الزمان ومجريات المكان، تظل دمشق مدينة التسامح والسلام، مدينة الأحياء الشعبية والوئام، مدينة تعيش بين الماضي والحاضر ومختلف الأزمان. بقلم الكرامة، تكتب دمشق قصيدة الحب الأبدية، تزهو فيها بجمالها وتفرض سيطرتها بسحرها الخاص، فتظل ملهمةً لكل من يعبر أزقتها ويغوص في بحر أسرارها وجمالها المتجدد. أيا عزفًا يأسر القلوب المخملية أيا حضارةً تتلألأ في العصور الأثرية أيا مدينةً تُعلم العالم الصبر والحنية أيا موطنًا للروح والأصالة الشرقية أيا هامةً بين أحضان الزمن شامخة قوية