12 سبتمبر 2025
تسجيلمن ضمن قراءاتي في مجلة هارفرد بزنس ريفيو، لفت انتباهي أمر في بعض المقالات، وهو أسئلة كتابها. لا الأسئلة فقط بل كثرتها أيضاً! يسأل الكثير من كتاب هذه المجلة المرموقة في بداية المقالة، الأسئلة التي يجيب عنها مقالهم بعد ذلك بشكل واضح وصريح. ليكون أمام القارئ، الذي سيكمل - على الأرجح - القراءة لمعرفة الجواب. ومن هذه المقالات التي لفتت انتباهي مقالة بيتر دركر، (MANGING ONESELF) عن كيفية قيام الشخص بإدارة نفسه. وفيه يسأل الأسئلة التالية: ما هي نقاط قوتي؟ ما هي أفضل طريقة تحفزني على العمل؟ ما هي القيم والمبادئ التي أستند عليها في حياتي؟ ما هي البيئة أو المكان الذي أنتمي اليه بناء على قيمي ونقاط قوتي؟ ما الفائدة التي يمكنني إضافتها إلى هذا العالم؟ وعبر الإجابة على هذه الأسئلة، يصل الانسان إلى حياة مليئة بالنجاح والتميز وفق دركر. وفي مقالته المنشورة في يوليو ٢٠١٠، يؤكد كليتون كريستينسن أن النظريات والاستراتيجيات المُدرسة في ماجستير إدارة الأعمال في هارفرد، يمكنها أن تساعد المرء على خوض حياة أسعد وأجمل إن طبقها في حياته، ولكن عليه أولاً أن يسأل نفسه هذه الأسئلة: كيف يمكنني أن أصبح سعيدا في عملي؟ كيف يمكنني أن أجعل علاقتي بعائلتي مصدراً لسعادتي؟ كيف يمكنني أن أحيا حياة مليئة بالصدق والأمانة؟ ولا أنسى سؤال كريستينسن الأهم، والذي عنون به مقالته "كيف ستقيس حياتك في المستقبل؟"!. هذه الأسئلة التي يملأ بها الكُتاب مقالاتهم ورؤوسنا.. هي مفاتيح الأبواب التي علينا أن نفتحها في حياتنا، فبالأسئلة ندخل في عوالم أخرى جهلنا وجودها من قبل، فعندما يسأل الشخص نفسه: أين أنا؟ وماذا أريد أن أصبح بعد خمس سنوات؟ يمهد لنفسه طريقا جديدا، قد يأخذه إلى آفاق جديدة لم يتوقع إمكانية وجودها في السابق! ولا يشترط في السؤال وجود الإجابة مسبقاً. قد نسأل أسئلة لا نعرف إجابتها بعد. الشخص الذي يسأل نفسه: ما هي الحرفة التي أحبها وأريد أن أحترفها بقية حياتي؟ قد لا يعرف ما هي حتى يجرب العشرات من المهن والحرف على مر السنين، ولكن الأكيد أنه سيجد في النهاية الحرفة أو المهنة التي يحبها إذا أكمل سعيه في هذه الحياة. فإجابات جميع الأسئلة موجودة، ولكن علينا فقط السعي والبحث عنها. فقد قال الله تعالى في سورة إبراهيم: (٣٤) (وآتاكم من كل ما سألتموه). ستصلنا جميع الإجابات، ولكن علينا البدء بالسؤال أولاً، ومن ثم السعي وراء الأجوبة!.