11 سبتمبر 2025

تسجيل

تغير الأحوال

21 يونيو 2021

لا شك أن طبيعة الشعوب الخليجية تغيرت وتغير الكثير من مفاهيمها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وما زاد الطين بِلّة ما حدث في السنين الأخيرة، الذي سمعنا فيه خليطاً من كلام لم تعهده الآذان من قبل طال الصغير والكبير، ولم نكن نعلم أنه يوجد من بيننا أُناس بهذا السوء والسُفه في القول والفعل. فالمواطن الخليجي لم يعد كما كان مثل ما يقول أهل مصر قطة مغمضة، بل أصبح أكثر مطالبة بحقوقه المختلفة وبالعدالة الاجتماعية، حتى أن البعض منهم لم يسلك الطريق الصحيح والقانوني، وهو القنوات الرسمية للمطالبة بها إيماناً منه بأنها لا تحقق الهدف المنشود، بل ذهب إلى الطريق الخطأ من حيث يدري أو لا يدري حسب رأيي الشخصي ألا وهو قنوات التواصل الاجتماعي المعروفة، وقد يكون الكثيرون قد خانهم التعبير في طرح مشاكلهم ودخلوا في متاهات قد يعاقب عليها القانون ربما تصيب سمعة أحد، وقد تكون مجالاً للآخرين ربما من سفهاء الأمة أو غيرهم من أعداء الوطن ومادة دسمة يبثون من خلالها سمومهم وما في نفوسهم المريضة من غرض سيئ. ومن جانب آخر لو البعض من المسؤولين كرس نفسه لحل مشاكل المراجعين ولم يتهرب من حلها، أو أنه لا يضع القانون الشماعة السهلة ليُعلق عليها إخفاقه في حل مشاكل المواطنين بينما الواقع يكذب كلامه، ف لماذا لم يُطبق القانون عليهم، فهذه المعضلة الكبيرة لماذا يعطون للبعض ولغيرهم يقال لا يسمح القانون فهل هم على رؤوسهم ريشة مثلا؟، فمثل هذه التناقضات التي تراها في كل مكان من البعض من الذين يستغلون السلطة بصورة خاطئة في صالحهم وصالح مصالحهم ومصالح أقربائهم هي السبب المباشر في كثير من السلبيات التي نسمع عنها. فيجب على المسؤولين الذين تعينهم الدول لرعاية مصالح الناس أن يتقبلوا الملاحظات بصدر رحب ما دامت في سياق الصالح العام ويُعدّلوا للأفضل ويجعلوا الجميع تحت مظلة القانون بعيداً عن القيل والقال، ف البشر بطبعهم خطاءون والكمال لله وحده. وآخر الكلام قد يكون وضع الشعب القطري هو الأفضل في العالم العربي وربما من ضمن الدول الأفضل في العالم، لكن الحياة الكريمة زادت متطلباتها وتشعبت، والأسعار ارتفعت بوتيرة متسارعة وما دام فضل رب العالمين علينا كبيراً، والمداخيل كبيرة والحمد لله فالمواطن يطمع في المزيد من الأمصال الاقتصادية مع علمنا أن أزمة كورونا ومشاريع البُنى التحتية تضغط على الميزانية، التي أتمنى من الله أن يجعلها بصحة وعافية، وأن تصاب بالبدانة المالية، فهي البدانة الوحيدة المحمودة وأن يبعد عنها الهزال والأمراض المزمنة التي تراودها بين فترة وأخرى. [email protected]