20 سبتمبر 2025
تسجيلثلاثة أسابيع والمجتمع الدولي ينتظر بدهشة قائمة الشكاوى ضد قطر ثلاثة أسابيع مرت على "الزلزال السياسي" الذي داهم أركان البيت الخليجي فجر الخامس من يونيو و"الناس صيام" ؛ وما نجم عنه من حصار ظالم على قطر بعد تدابير المؤامرة الثلاثية .. ثلاثة أسابيع والشارعان العربي والخليجي ينتظران بدهشة بالغة قراءة أو سماع لائحة الاتهام وقرائن الجريمة التي ارتكبت بليل لتركيع قطر؛ والتحكم في قرارها الوطني..ثلاثة أسابيع مرت وأبناء مجلس التعاون بمن فيهم أبناء دول الحصار يدفعون ثمن تلك الخطوة غير المحسوبة والتي ينقصها الرشد في حق قطر؛ ثلاثة أسابيع والمجتمع الدولي يندد بالخطوة ويستنكر تداعياتها داخل البيت الخليجي؛ ويحذر من ارتداداتها العابرة للحدود.. ثلاثة أسابيع والدوحة تمسك بشعرة معاوية تجاه الأشقاء؛ متحصنة بمواقفها التاريخية الناصعة داخل البيت الخليجي ومع أسرتها العربية؛ فأدارت الأزمة بحنكة وحكمة سياسية ودبلوماسية راقية ومسؤولة؛ رافعة شعار "الحوار لحل أي خلاف".ثلاثة أسابيع والاتهامات تتراجع وتتقزم إلى شكاوى؛ ورغم ذلك لم يقدم المتآمرون على قطر اتهاماتهم ولا عرضوا شكاواهم؛ حتى بدا الأمر وكأنه -انتحار سياسي- سيق إليه المتآمرون بفعل مراهقات واندفاعات سياسية غير محسوبة لينقلب السحر على الساحر؛ بعد أن راحت أوراق التوت تتساقط تباعا عنهم وتفضحهم أمام شعوبهم والمجتمع الدولي.فبعد المطالبات القطرية التي لم تنقطع منذ تفجر الأزمة؛ وعبر عدة منابر سواء داخل قطر أو خارجها ومن خلال أكثر من مسؤول؛ لتقديم دليل واحد على صحة الاتهامات الباطلة ؛ بدلا من التخندق وراء الكلام المرسل والتمترس بفضائيات تروج الأكاذيب وتطمس الحقائق؛ الأمر الذي أصاب الدوحة ومعها المجتمع الدولي بالحيرة والريبة في دوافع تلك الاتهامات ؛ جاءت بالأمس وزارة الخارجية الأمريكية لتعزز تلك الحيرة؛ عندما قالت إنها مندهشة من أن دول الخليج العربية لم تنشر للرأي العام أو تبلغ قطر بتفاصيل الشكاوى التي دفعتها لمقاطعة الدوحة. وأضافت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت "كلما مر الوقت زادت الشكوك بشأن التحركات التي اتخذتها السعودية والإمارات. وتتساءل: في هذه اللحظة ليس أمامنا سوى سؤال واحد بسيط: هل كانت التحركات فعلا بشأن مخاوفهم إزاء دعم قطر المزعوم للإرهاب؛ أم هي بشأن شكاوى تعتمل منذ فترة طويلة بين دول مجلس التعاون الخليجي.."؟؟أما وقد سقطت "أوراق التوت" وبانت العورات وسطعت الحقائق أمام انعدام الحجج وقلة الأدلة؛ فقد تأكد للقاصي والداني أن المتآمرين إنما كانوا غارقين في أنفاق الكذب وغوايات الضلال والتضليل.وبعد أن افتضحت ادعاءاتهم ومؤامراتهم ؛ نحسب أنه بات يتحتم على هؤلاء الاعتذار لشعوبهم التي اكتشفت زيفهم مبكرا وتعاطفت مع قطر على ما اقترفوه من إهانات وجرائم بحقهم؛ وفي ذات الوقت الإسراع بإلغاء الحصار الذي توهموا أنه سيضعف قطر أو ينال من سياساتها ومبادئها.وبالتوازي مع ذلك فإنه أصبح لزاما على المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية؛ وعلى رأسها مجلس الأمن أن تمارس دورها الأخلاقي والقانوني لتقتص لدولة قطر؛ وتحاكم هؤلاء على ما ارتكبوه من إساءات بالغة وانتهاكات فاضحة للقانون الدولي ولمبادئ حقوق الإنسان؛ جراء ذلك الحصار الظالم وتداعياته التي خلفت "مآسي" يندى لها جبين الإنسانية..فضلا عن كونها تمثل "عارا" على منظومة الأخلاق والشيم العربية الأصيلة؛ التي يفترض أنها أرقى وأعظم ما يتحلى به المواطن العربي عامة والخليجي بصفة خاصة. بعد أن راحت الأقنعة تتساقط لتفتضح معها مؤامرة فجر الخامس من يونيو الحزين في تاريخ مجلس التعاون !!وأخيرا نختم إلى هؤلاء بقوله تعالى :(اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ..)